للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٨١٠ - من صدّ عن نيرانها ... فأنا ابن قيس لا براح (١)

فحذف الخبر ومثله قول الآخر:

٨١١ - والله لولا أن يحشّ الطّبّخ ... بي الجحيم حين لا مستصرخ (٢)

فهذا وأمثاله مشهور، أعني إعمال لا في نكرة عمل ليس». انتهى (٣). -


(١) البيت من بحر الكامل المجزوء قاله سعد بن مالك أحد سادات العرب وفرسانها المشهورين في حرب البسوس وهو الذي مدحه طرفة بقوله:
رأيت سعودا من شعوب كثيرة ... فلم تر عيني مثل سعد بن مالك
وقد مضى بيت طرفة شاهدا في باب العلم.
اللغة: صدّ: أعرض ويروى في مكانه فر. نيرانها: يقصد حرب البسوس. أنا ابن قيس: أضاف نفسه إلى جده الأعلى لشهرته. ومعناه: أنا المشهور في النجدة وأنا الشجاع في الحرب.
لا براح: البراح كسحاب مصدر برح كفرح إذا زال عن مكانه. وإعرابه: خبر بعد خبر أو حال وقد ينصب ابن قيس على الاختصاص فيكون هو الخبر لا محالة وهو موضع الشاهد حيث عملت لا فيه عمل ليس وخبرها محذوف أي لا براح لي.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٧٦) وفي التذييل والتكميل (٢/ ٢٨١، ٢٨٣) وفي معجم الشواهد (ص ٨٧).
(٢) البيتان من الرجز المشطور قالهما العجاج في التهديد والوعيد من قصيدة له في ديوانه (ص ٤٥٩) (طبعة بيروت مكتبة دار الشروق) وهما أيضا في لسان العرب مواد: حش، طبخ، فتح.
اللغة: يحشّ: مضارع حش النار يحشها حشّا إذا جمع لها الحطب وأوقدها. الطبّخ: جمع طابخ والمراد به الملائكة الموكلون بعذاب الكفار. الجحيم: النار. المستصرخ: المغاث وجواب لولا مذكور في قوله:
لعلم الأقوام أنّي مفنخ ... لهامهم أرضّه وأنفخ
يقال: رجل مفنخ: بكسر الميم اذا كان يذل أعداءه ويشج رأيهم كثيرا.
والمعنى: لولا خوف النار لقتلت الناس. والبيتان في معجم الشواهد (ص ٤٥٩) وفي شرح التسهيل (١/ ٣٧٧) وفي التذييل والتكميل (٢/ ٢٨١، ٢٨٢).
وشاهده قوله: «لا مستصرخ» حيث عملت لا عمل ليس وخبرها محذوف تقديره: موجودا.
(٣) شرح التسهيل (١/ ٣٧٧).
قال أبو حيان: «ولا حجة في هذه الأبيات الثلاثة إذ يحتمل أن يكون ذو شفاعة وبراح ومستصرخ مبتدآت إذ ليس فيها خبر يظهر نصبه، إذ قوله بمغن مشغول بحرف الجر فيحتمل أن يكون في موضع رفع وبراح ومستصرخ لم يذكر لهما خبر البتة فيحتمل أن يكون المحذوف مرفوعا، فلم يبق ما يدل على أنها تعمل عمل ليس إلا البيتان السابقان وهما من القلة بحيث لا تبنى عليه القواعد».
(التذييل والتكميل: ٢/ ٤٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>