للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقد أفهم كلام المصنف الخلاف بين النحاة في إعمال إن عمل ليس وأن الأكثرين يزعمون أن مذهب سيبويه فيها الإهمال وأكثر المغاربة على أن إن لا تعمل (١).

قال ابن عصفور: «ويعطيه كلام سيبويه لأنه لم يذكرها في نواسخ الابتداء والخبر».

قال الشيخ (٢): «والصّحيح الإعمال، والدليل على ذلك القياس والسّماع»:

أما القياس: فإنها شاركت ما في النّفي وفي دخولها على المعرفة والنّكرة، وفي نفي الحال. وأما السماع: فقول العرب في نثرها وسعة كلامها:

«إن ذلك نافعك ولا ضارّك» «وإن أحد خيرا من أحد إلّا بالعافية» حكى ذلك الكسائي بنصب نافعك وضارك وخيرا (٣).

ومن كلامهم: إنّ قائما أي إن أنا قائما، فتركت الهمزة وأدغمت النون في النون (٤) وأنشد البيتين المتقدمي الذكر (٥) وذكر قراءة سعيد بن جبير إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم (٦) لكنه قال: لا يتعين تخريجها على أن إن نافية بل يحتمل أن تكون إن هي المخفّفة وتكون قد أعملت ونصب الخبر بها على حد قول من قال:

٨١٢ - [إذا اسودّ جنح اللّيل فلتأت ولتكن ... خطاك حثاثا] إنّ حرّاسنا أسدا (٧)

-


(١) قال ابن عصفور: وقد أجروا إن النافية في الشعر مجرى ما في نصب الخبر لشبهها بها، قال: إن هو مستوليا على أحد ... إلخ ثم قال: ولا يجوز ذلك في الكلام لأنها مختصة.
(٢) التذييل والتكميل: (٤/ ٢٧٧، ٢٧٨).
(٣) مغني اللبيب (١/ ٢٢).
(٤) المرجع السابق.
(٥) الأول: الّذي أوله: إن هو مستوليا. والثاني: الّذي أوّله: إن المرء ميتا.
(٦) سورة الأعراف: ١٩٤.
(٧) البيت من بحر الطويل فيه روح عمر بن أبي ربيعة حيث جعل نفسه معشوقا للنساء ومحبوبا لهن، وقد نسبته مراجعه إليه ولكنه ليس في ديوانه.
المعنى: يقول معشوقات عمر له: آتنا بعد دخول الليل وتسلل إلينا عند اشتداد الظلام ولا تدب في مشيك حتى لا يسمعك قومنا الشجعان فيقتلوك.
والشاهد فيه قوله: «إنّ حرّاسنا أسدا» حيث جاء الاسم والخبر بعد إنّ منصوبين وهو مذهب كوفي ولغة غير فصيحة لبعض العرب وعمل إن وأخواتها مشهور عند النحاة، وخرج البيت على أن أسدا حال والتقدير: إنّ حراسنا يظهرون أسدا ... إلخ ما ذكروه.
والبيت في التذييل والتكميل (٤/ ٢٧٨) وفي معجم الشواهد (ص ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>