للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

مبتدأ والخبر مضمر ولم يشترطوا تكريرا». انتهى (١).

والحق أن عمل لا عمل ليس ثابت وقد تقدم الاستشهاد عليه (٢).

وقال سيبويه (٣): وإن شئت قلت: لا أحد أفضل منك في قوله من جعلها كليس. وهذا نصّ صريح منه على الإعمال.

وقال سيبويه أيضا (٤): وزعموا أنّ بعضهم قرأ ولات حين مناص (٥) - بالرّفع وهي قليلة كما قال بعضهم في قول سعد بن مالك:

٨١٣ - من صدّ عن نيرانها ... فأنا ابن قيس لا براح (٦)

فجعلها بمنزلة ليس» انتهى (٧).

قال الشيخ (٨): «ليس في كتاب سيبويه ما يدلّ على أن إعمال لا عمل ليس مسموع من العرب لا قليلا ولا كثيرا وأما البيت الذي آخره لا براح فظاهر كلام سيبويه أنّ جعلها فيه بمنزلة ليس تأويل من ذلك البعض الذي قال عنه سيبويه: كما قال بعضهم في قول سعد بن مالك. قال: ولو كان التأويل لسيبويه لم يكن مثل هذا البيت تبنى عليه قاعدة، ألا ترى أن سيبويه شبّه رفع الحين بعد لات برفع براح بعد لا ولا ترفع لات غير الحين فكذلك لا يرفع لا غير براح» انتهى (٩).

وحاصل الأمر: أن عمل لا عمل ليس قليل وليس بكثير وأن عمل إن عمل (ما) -


- ولا تفصل بينها وبين ما تعمل فيه لأنها تجري رافعة مجراها ناصبة (المقتضب: ٤/ ٣٨٢).
(١) التذييل والتكميل (٤/ ٢٨١).
(٢) وهو البيت الذي أوله: تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا.
والذي أوله: إن المرء ميتا ... وهذا باتفاق.
وقول الآخر: وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن ... على ما ذهب إليه ابن مالك.
(٣) انظر نصه في هذا الكتاب (٢/ ٣٠٠).
(٤) انظر نصه في الكتاب (١/ ٥٨).
(٥) سورة ص: ٣ وأولها: كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ ... إلخ.
(٦) البيت من بحر الكامل المجزوء سبق الاستشهاد به. ويستشهد به سيبويه وتبعه ابن مالك وناظر الجيش على أن لا فيه عاملة عمل ليس وأن الخبر المنصوب محذوف. ورده أبو حيان وقال: لا دليل فيه على ذلك لعدم وجود الخبر المنصوب إذ يحتمل أن يكون المحذوف مرفوعا خبر المبتدأ.
(٧) كتاب سيبويه (١/ ٥٨).
(٨) التذييل والتكميل (٤/ ٢٨٤).
(٩) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>