(٢) إنما بطل عملها بانتقاض النفي وتوسط الخبر لأنها تعمل بالحمل على ما وما يبطل عملها بذلك. (٣) قال أبو حيان ناقلا عن صاحب كتاب المغرب المطرزي المتوفى سنة (٦١٠ هـ): «ما ولا بمعنى ليس ترفعان الاسم وتنصبان الخبر نحو ما زيد منطلقا ولا رجل أفضل منك وعند بني تميم لا يعملان، قال: وفي البسيط: وأما بنو تميم فالقياس عندهم عدم الحمل على ليس وكذلك في الثاني يعني في نحو لا رجل قائم قال: لأنهم إذا امتنعوا في الحمل الموافق فالمخالف أولى. (التذييل والتكميل: ٤/ ٢٨٤، ٢٨٥). (٤) عللوا عمل لا بأن لا من الحروف الداخلة على الأسماء والأفعال فحكمها ألا تعمل في واحد منها غير أنها عملت في الأسماء خاصة لعلة عارضة وهو مضارعتها إن كما عملت ما عمل ليس في لغة الحجاز لمضارعتها ليس والأصل ألا تعمل (الأشباه والنظائر: ١/ ٢٤١). كما عللوا عمل ليس في النكرات بأنها ضعيفة حيث تعمل بالحمل على ما التي تعمل بالحمل على ليس ولأن النكرة أبعد في باب المبتدأ من المعرفة والمعرفة أشد استبدادا بأول الكلام. (المرجع السابق: ١/ ٢٤٤). وقال الصبان: «إنما اختص عمل لا بالنكرات لأنها عند الإطلاق لنفي الجنس برجحان والوحدة بمرجوحة وكلاهما بالنكرات أنسب، أما التي لنفي الجنس نصّا فعاملة عمل إن، وأورد على تخصيص عمل لا بالنكرات أنه وقع في أمثلة سيبويه ما زيد ذاهبا ولا أخوه قاعدا. وأجيب بأنه لا عمل للا بل هي زائدة والاسمان تابعان لمعمولي ما». حاشية الصبان (١/ ٢٥٣). (٥) مثال عملها في المعرفة قوله: إن هو مستوليا على أحد وقوله: إن المرء ميتا بانقضاء حياته، وقولهم: إن ذلك نافعك ولا ضارّك ومثاله في النكرة قولهم: إن أحد خيرا من أحد إلّا بالعافية.