للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وزعم أبو علي أن دخول الباء على الخبر بعدها مخصوص بلغة أهل الحجاز (١).

وتبعه في ذلك الزمخشري (٢)، قال المصنف: «والأمر بخلاف ما زعماه لوجوه (٣).

أحدها: أن أشعار بني تميم تتضمن الباء كثيرا بعد ما كقول الفرزدق المتقدم.

الثاني: أن الباء إنما دخلت على الخبر بعد ما لكونه منفيّا لا لكونه خبرا منصوبا، ولذلك دخلت على خبر لم أكن، وامتنع دخولها على خبر كنت وإذا ثبت كون المسوغ لدخولها النفي فلا فرق بين منفي منصوب المحل ومنفي مرفوع المحل.

الثالث: أن الباء المذكورة قد ثبت دخولها بعد بطلان العمل بإن وبعد هل كقوله: بواه ولا بضعيف قواه وقوله: «ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم».

وإنما دخلت على الخبر بعد هل لشبه هل بحرف نفي فلأن تدخل بعد ما التميمية أحق وأولى لأن شبه ما بها (٤) أكمل من شبه هل بما.

[٢/ ٧١] وقد حكى الفراء (٥) أن أهل نجد كثيرا ما يجرون الخبر بعد ما بالباء فإذا أسقطوا الباء رفعوا، فهذا دليل واضح على أن وجود الباء جارة للخبر بعد ما لا يلزم -


- المعنى: يهجو الشاعر معنا بأنه رجل شديد لا يترك حقه ولا يتساهل مع الذين يتعاملون معه ولا يمهل صاحب الدين وقتا في سداد دينه حتى يتيسر.
الشاهد فيه: زيادة الباء في خبر ما التميمية، وإنما كانت ما تميمية هنا لأن الشعر للفرزدق وهو تميمي، وفي البيت شاهد آخر سيأتي.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٨٣)، وفي التذييل والتكميل (٤/ ٣٢٢)، وفي معجم الشواهد (ص ١٥٣).
(١) قال أبو علي الفارسي في الإيضاح له: باب ما: وممّا يجري مجرى ليس في رفعها الاسم الذي يكون مبتدأ ونصبها الخبر: «ما» في لغة أهل الحجاز. وذلك قولهم ما زيد ذاهبا وما عبد الله خارجا جعلها بمنزلة ليس لمشابهتها لها في نفي ما في الحال والدّخول على الابتداء والخبر، وقال الله تعالى:
ما هذا بَشَراً، وما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ، وقد دخلت على خبرها الباء كما دخلت على خبر ليس وذلك قولهم: ما زيد بذاهب وما بكر بخارج.
(الإيضاح ص ١٤٥، ١٤٦) تحقيق فرهود، و (المقتصد في شرح الإيضاح: ٢/ ٤٢٩) تحقيق المرجان.
(٢) قال الزمخشري: (المفصل: ٨٢): ودخول الباء في الخبر نحو قولك ما زيد بمنطلق إنما يصحّ على لغة أهل الحجاز لأنك لا تقول زيد بمنطلق.
(٣) انظر شرح التسهيل (١/ ٣٨٣) وما بعدها.
(٤) أي بليس.
(٥) انظر معاني القرآن للفراء (٢/ ٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>