للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

منه كون الخبر منصوب المحل بل جائز أن يقال هو منصوب المحل وأن يقال هو مرفوع المحل وإن كان المتكلم حجازيّا فإن الحجازي قد يتكلم بلغة غيره وغيره قد يتكلم بلغته إلا أن الظاهر أن محل المجرور نصب إن كان المتكلم حجازيّا ورفع إن كان المتكلم تميميّا أو نجديّا.

فمن دخول اللغة الحجازية في التميمية كسر هاء الغائب بعد كسره أو ياء ساكنة وإدغام نحو: وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ (١) ورفع الله من قوله تعالى: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ (٢) لأن اللغة الحجازية: به وفيه بالضم (٣) ولا يضار بالفلك وإلا الله بالنصب لأن الاستثناء منقطع، وإذا جاز للحجازي أن يتكلم باللغة التميمية جاز للتميمي أن يتكلم باللغة الحجازية بل التميمي أولى بذلك لوجهين (٤):

أحدهما: أن الحجازية أفصح وانقياد غير الأفصح (٥) لموافقة الأفصح أكثر وقوعا من العكس.

الثاني: أن معظم القرآن العزيز حجازي والتميمون متعبدون بتلاوته كما أنزل ولذلك لا يقرأ منهم: ما هذا بشر (٦) بالرفع إلا من جهل كونه منزلا بالنصب.

وأما النادر ففي مكانين: خبر إن، كقول امرئ القيس:

٨٤٣ - فإن تنأ عنها حقبة لا تلاقها ... فإنّك ممّا أحدثت بالمجرّب (٧)

وخبر لكن كقول الشاعر: -


(١) سورة البقرة: ٢٨٢.
(٢) سورة النمل: ٦٥.
(٣) سبق من هذا التحقيق.
(٤) انظر شرح التسهيل (١/ ٣٨٤).
(٥) في شرح التسهيل: وانقياد الأفصح وهو خطأ.
(٦) سورة يوسف: ٣١.
(٧) البيت من بحر الطويل وهو لامرئ القيس من قصيدة مشهورة له قالها في مناظرة مع علقمة الفحل وكانا قد حكما فيها أم جندب زوجة امرئ القيس - فلما حكمت لعلقمة طلقهما امرؤ القيس وتزوجها الآخر فسمي علقمة الفحل. والقصيدة في ديوانه (ص ٤٢).
اللغة: تنأ: تبعد. حقبة: معناها في الأصل السنة وهنا الزمن. عنها: الضمير لأم جندب، المجرّب:
الخبير العالم بالأمور، وقوله: لا تلاقها: بدل من تنأ فهو مجزوم مثله.
ويستشهد بالبيت على زيادة الباء في خبر إن وذلك قليل. -

<<  <  ج: ص:  >  >>