للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

المتقدمي الذكر (١) وهما ظاهران.

قال الشيخ (٢): «ويجوز فيه وجه آخر وهو أن تعرب الوصف مبتدأ والسّييّ فاعل به أغنى عن الخبر لأنه قد اعتمد الوصف على حرف النّفي». وما قاله الشيخ غير ظاهر فإن شرط الفاعل الذي يغني عن الخبر أن يكون مغنيا أي مستقلا بنفسه يحسن السكوت عليه نحو: أقائم الزيدان؟. وما قائم العمران. وقد تقدم في باب المبتدأ أن نحو: (أقام أبواه زيد) لا يجوز فيه أن يكون الوصف مبتدأ وأبواه فاعل به سد مسد الخبر للعلة التي ذكرت ولا شك أن (ولا ذاهب أبوه) إذا أعرب ذاهب مبتدأ وأبوه فاعل به سد مسد الخبر نظير (أقائم أبواه زيد) فتكون ممتنعة (٣).

الأمر الثاني: من قدماء النحويين من لا يجيز النصب في نحو: ليس زيد قائما ولا ذاهبا عمرو بعطف عمرو على الاسم وذاهبا على الخبر قال:

لان ليس لا تتقدر بعد لا فهو يوجب الرفع في مثل ذلك. وقد رد سيبويه هذا المذهب بقول العرب: ليس زيد ولا أخواه قاعدين (٤).

الأمر الثالث: ما ذكره المصنف من تعين الرفع في الوصف التاليه أجنبي بعد العاطف الواقع بعد خبر ما هو مذهب البصريين وهو الذي تقتضيه القواعد (٥). -


(١) وهما:
١ - عطف الخبر منصوبا على الخبر، والاسم مرفوعا على الاسم.
٢ - كون الاسمين مرفوعين (خبرا مقدما ومبتدأ مؤخرا) ويكون من عطف الجمل.
(٢) أبو حيان: التذييل والتكميل (٤/ ٣٢٠).
(٣) نقل هذا الرد على أبي حيان محقق التذييل والتكميل دكتور/ سيد تقي (٢/ ٥٤٠) في رسالته للدكتوراه.
(٤) انظر كتاب سيبويه (١/ ٦٠).
(٥) قال ابن عصفور: «إذا تأخر السببي فالرفع ليس إلا نحو ما زيد قائما ولا منطلق عمرو ويكون منطلق خبرا مقدما وعمرو مبتدأ والجملة معطوفة على الجملة المتقدمة، وإنما لم يجز نصب منطلق لأنك إذا ذاك لا تخلو من أن ترفع عمرا بمنطلق أو بالعطف على اسم ما، ولا يجوز أن يكون معطوفا على اسم ما لأن ذلك يؤدي إلى تقديم خبر ما الحجازية على اسمها ولا يجوز أن يكون مرفوعا بمنطلق ويكون منطلق معطوفا على خبر (ما) لأن المعطوف شريك المعطوف عليه فيلزم أن يكون خبر (ما) وذلك لا يتصور هنا لأنه ليس في الخبر ضمير يعود على المخبر عنه لأن التقدير يكون: ما زيد قائما وما زيد منطلقا عمرو» (شرح الجمل لابن عصفور (٢/ ٦٠) تحقيق فواز الشغار).

<<  <  ج: ص:  >  >>