للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٩٤١ - إنّ الّذين قتلتم أمس سيّدهم (١)

وقول الآخر:

٩٤٢ - ولو أصابت لقالت وهي صادقة ... إنّ الرّياضة لا تنصبك للشّيب (٢)

إن ذلك يحمل على إضمار القول، كأنه قال: أقول لكم: لا تحسبوا ليلكم نام. وأقول لك: لا ينصبك للشيب (٣) ثم إن ابن عصفور علل امتناع وقول الجمل الطلبية أخبارا لهذه الأحرف بما يوقف عليه في كلامه (٤).

ومنها: أن قول المصنف: والأصل في الظرف الذي يلي «إنّ» أو إحدى أخواتها أن يكون ملغى نحو: إنّ عندك زيدا مقيم. واستشهاده بالبيت الذي أوله:

٩٤٣ - فلا تلحني فيها ... (٥)

يفهم منه أنه يجيز تقديم معمول الخبر في هذا الباب إذا كان المعمول ظرفا على الاسم، لكن قال ابن عصفور: ولا يجوز تقديم الظرف والمجرور إذا [٢/ ١٠١] كانا معمولي الخبر على الاسم فلا تقول: إنّ في الدار زيدا قائم، تريد: إنّ زيدا قائم في الدار. فإن جاء ما ظاهره ذلك فينبغي أن يجعل المجرور والظرف متعلقا بعامل مضمر -


(١) تقدم.
(٢) البيت للجميح الأسدي، واسمه منقذ بن الطماح، من البسيط وهو في شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٢٨)، والتوطئة (٢٠١)، والأمالي الشجرية (١/ ٣٣٢)، والخزانة (٤/ ٢٩٥).
والشاهد قوله: (إن الرياضة لا تنصبك) حيث رفع خبر «إن» جملة طلبية. وشرط هذه الجملة أن تكون محتملة للتصديق والتكذيب، وقد أوّل بعض النحويين كالشلوبين البيت على جعل الجملة الطلبية معمولا لقول مضمر.
(٣) شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٢٨) ط. العراق.
(٤) الذي علل به ابن عصفور امتناع وقوع الجمل الطلبية أخبارا لهذه الأحرف هو أنه قال: وإنما لم تقع الجمل غير المحتملة للصدق والكذب أخبارا لهذه الحروف لمناقضة معناها لمعاني هذه الحروف وذلك أن الجملة المحتملة للصدق والكذب مقتضاها الطلب فإذا قلت: اضرب؛ فكأنك تطلب من المخاطب الضرب وكذلك ليت زيدا قائم، ولعل زيدا قائم تمنيك للقيام ورجاؤك له طلب، فالطلب في هذه الأشياء ثابت والتمني والترجي إنما يكون لما لم يثبت وأما ما قد ثبت فلا فائدة في ترجيه وتمنيه لأن الحاصل لا يطلب. اه. شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٢٨ - ٤٢٩) ط. العراق.
(٥) تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>