للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وإذ قد عرفت هذا فلنذكر أبحاثا تتعلق بما تقدم:

الأول:

المصدر الذي تؤول به «أن» ومعمولها إذا فتحت مختلف فإذا كان خبرها فعلا أو اسما ملاقيا للفعل في الاشتقاق من المصدر، قدرت بمصدر من لفظ ذلك الفعل أو ذلك الاسم فالتقدير في بلغني أنك تنطلق أو أنك منطلق: بلغني الانطلاق. وإذا كان الخبر ظرفا أو مجرورا يقدر المصدر من لفظ الاستقرار العامل فيهما، فالتقدير في بلغني استقرار زيد عندك. وفي بلغني أنّ زيدا في الدار: بلغني استقرار زيد في الدار، وإن كان الخبر اسما جامدا يقدر المصدر كونا، فالتقدير في بلغني أنّ هذا أخوك: بلغني كون هذا أخاك، قالوا: وإنما ساغ التقدير بالكون لأن كل خبر جامد يصح نسبته إلى المخبر عنه بلفظ الكون تقول: هذا زيد، وإن شئت قلت: هذا كائن زيدا، فيكون معناه كمعنى: هذا زيد (١).

الثاني:

قد عرفت من قول المصنف: وللزوم التأويل فتحت بعد لو (٢) أن «أنّ» مع معمولها مؤولة بمصدر بعد «لو»، فأما على مذهب المبرد ومن وافقه من البصريين (٣)، قيل:

وهو مذهب الكوفيين - فظاهر لأنهم يقدرون فعلا بعد، رافعا لـ «أنّ» ومعمولها على الفاعلية (٤).

وأما على مذهب سيبويه وهو القول المتصور المعول عليه فإنه يحتاج إلى تقدير وذلك لأنه لا يقدر فعلا بل يحكم بمباشرة «أنّ» «للو» تقديرا كما أنها مباشرة لها لفظا، ويجعل «أنّ» مع معمولها بتقدير اسم مبتدأ والخبر محذوف (٥). هكذا -


- (١/ ٢٧٨ - ٢٧٩)، وكذلك «أما» يختلف معناها أيضا في حالة فتح «أن» بعدها عن معناها في حالة كسرها، فهي في حالة فتح «أن» بعدها بمعنى «حقّا»، وأما في حالة كسر «إن» بعدها فهى حرف استفتاح. اه. شرح الرضي على الكافية (٢/ ٣٥١) بتصرف، والتصريح (١/ ٢٢٠)، شرح
الجمل لابن عصفور (١/ ٤٦١) ط. العراق.
(١) ينظر المغني (١/ ٤٠)، والهمع (١/ ١٣٧)، والمطالع السعيدة (ص ٢٢٦).
(٢) التسهيل (٦٣).
(٣) وهم الزجاج والزمخشري وابن الحاجب.
(٤) ينظر المقتضب (٣/ ٧٧ - ٧٨)، والكامل (٢/ ١٤٠)، وشرح المفصل لابن يعيش (٨/ ٦٠)، والتصريح (١/ ٢١٧)، والهمع (١/ ١٣٨).
(٥) ينظر الكتاب (٣/ ١٢١)، والمغني (١/ ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>