للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ذكر أبو علي الشلوبين أن هذا مذهب البصريين. وقال ابن هشام: مذهب سيبويه أن «أنّ» مع معمولها مبتدأ والخبر محذوف، لا يجوز إظهاره كحذفه بعد «لولا»، وهو قول أكثر البصريين (١)، وقيل: لا خبر محذوف، وهو الذي ذكره ابن عصفور في شرح الجمل، قال: وسد الطول مسد الخبر يعني جريان المسند والمسند إليه في الذكر (٢) وإذا كانت «أنّ» مع معمولها بعد «لو» مقدرة بمبتدأ كانت على هذا مؤولة بمصدر، فتقدير وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا (٣): ولو صبرهم (٤) وقد ردّ مذهب المبرد بأنّ الفعل لم يحذف بعد «لو» قط إلا أن يكون مفسرا (٥) نحو قوله تعالى:

قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ (٦). وقالوا في المثل: «لو ذات سوار لطمتني» (٧).

قال ابن عصفور: والصحيح مذهب سيبويه وذلك أنك أيّ المذهبين ارتكبت كان فيه خروج «للو» عما استقر فيها في غير هذا الموضع لأنها أبدا لا يليها إلا الفعل ظاهرا، ولا [٢/ ١٠٩] يليها مضمرا يعني غير مفسر إلا في ضرورة شعر، وإذا جعلت «أنّ» ومعمولها في موضع مبتدأ أوليت الاسم لفظا وتقديرا، وهذا لا يجوز في غير هذا الموضع وإن جعلت «أنّ» وما بعدها في موضع فاعل بفعل مضمر كنت قد أضمرت بعدها الفعل في فصيح الكلام، وقد قلنا: إن ذلك لا يجوز إلا في الضرورة وإذا كان كل من المذهبين يؤدي إلى الخروج عن الظاهر فلا فائدة في تكلف الإضمار (٨).

الثالث:

قد كان المصنف مستغنيا عن ذكر «ما» التوقيتية لأن «أنّ» إنما فتحت بعدها -


(١) ينظر شرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٣٠).
(٢) شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٥٩) ط. العراق.
(٣) سورة الحجرات: ٥.
(٤) ينظر شرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٣٠).
(٥) ينظر شرح كتاب سيبويه لابن خروف ٢٣ مخطوط بدار الكتب.
(٦) سورة الإسراء: ١٠٠ وزاد في (ب) (خزائن رحمة ربي).
(٧) مثل يضرب للكريم يظلمه دنيء فلا يقدر على احتمال ظلمه، وينظر المثل في مجمع الأمثال للميداني (٢/ ١٧٤)، وفيه: «لو ذات سوار لطمتني» أي: لو لطمتني ذات سوار «لأن» لو» طالبة للفعل داخلة عليه. اه.
(٨) شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٦٠) ط. العراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>