للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ولا حجة لهم في ذلك. أما الأول؛ فإن اللام لم تدخل بعد «إنّ» لبقاء معنى الابتداء فحسب، بل لأنها مثلها في التوكيد. و «لكنّ» بخلاف ذلك، ولأن معنى الابتداء مع «لكنّ» لم يبق كبقائه مع «إنّ»، لأن الكلام الذي فيه «إنّ» غير مفتقر إلى شيء قبله، بخلاف الكلام الذي معه «لكنّ» فإنه مفتقر إلى كلام قبله، فأشبهت «أنّ» المفتوحة المجمع على

امتناع دخول اللام بعدها (١) وأما:

٩٧٢ - ولكنّني من حبّها لعميد

فلا حجّة فيه لشذوذه، إذ لا يعلم له تتمة ولا قائل ولا راو عدل يقول: سمعته ممن يوثق بعربيته. والاستدلال بما هو هكذا في غاية من الضعف، ولو صح إسناده إلى من يوثق بعربيته لوجه يجعل أصله «ولكن أنني» ثم حذفت همزة «أنّ» ونون «لكن»، وجيء باللام في الخبر لأنه خبر «أنّ» أو حمل على أن لامه زائدة كما زيدت في الخبر قبل انتساح الابتداء (٢)، كقول الراجز:

٩٧٣ - أمّ الحليس لعجوز شهربه ... ترضى من اللّحم بعظم الرّقبه (٣)

وكما زادها الشاعر بعد أمس في قوله (٤): -


- لابن عصفور (١/ ٤٣٠)، ووصف المباني (٢٧٩)، والمغني (١/ ٢٣٣، ٢٩٢)، وشرح شواهده (٢/ ٦٠٥)، والاقتراح (٧٢)، والهمع (١/ ١٤٠)، والدرر (١/ ١١٦)، والتصريح (١/ ١١٢)، والأشموني (١/ ٢٨٠)، والبيت من الطويل.
والشاهد قوله: (ولكنني ... لعميد) حيث دخلت اللام على خبر «لكن» على رأي الكوفيين.
(١) ينظر شرح المفصل لابن يعيش (٨/ ٦٤)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٣٠) ط. العراق.
(٢) لمراجعة هذا الرد على الكوفيين ينظر شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٣٠) ط. العراق، وشرح المفصل لابن يعيش (٨/ ٦٤)، وحاشية الخضري (١/ ١٣٤)، وشرح الكافية للرضي (٢/ ٣٥٨).
(٣) الرجز لرؤبة أو لعنترة بن عروس، وهو في شرح التسهيل للمصنف (٢/ ٣٠)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٣٨)، وتعليق الفرائد (١١١٦)، والتذييل (٢/ ٧٠٥، ٧٢٨)، والكافية الشافية (١/ ٤٩٣)، والارتشاف (٤٩١)، وابن يعيش (٣/ ١٣٠)، (٧/ ٥٧)، وابن الناظم (٦٦)، والمغني (١/ ٢٣٠، ٢٣٣)، وشرح شواهده (٢/ ٦٠٤)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٣٠) ط. العراق، والتصريح (١/ ١٧٤)، والخزانة (٤/ ٣٢٨، ٣٤٤)، والعيني (٢/ ٢٥١)، (٤/ ٤٣٩)، والأشموني (١/ ٢٨٠)، والبهجة المرضية (٣٨)، الهمع (١/ ١٤٠)، والدرر (١/ ١١٧)، وملحقات ديوان رؤبة (١٧٠).
اللغة: شهربه: فانية.
والشاهد: دخول اللام في خبر المبتدأ في قوله: (لعجوز).
(٤) يروي النحاة هذا البيت من ثعلب ولم يعزه هو إلى شاعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>