للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ويروى: هبلتك أمك. وأجاز الأخفش أن يقال: إن قعد لأنا وإن كان صالحا رحما لزيد، وإن ضرب زيدا لعمرو، وان ظننت عمرا لصالحا (١) صرح بذلك كله في كتاب المسائل، وبقوله أقول، لصحة الشواهد علي ذلك نثرا ونظما.

وموقع «لكنّ» بين كلامين متنافيين بوجه (٢) ما، كقوله تعالى: وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا (٣)، وكقوله تعالى: وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ (٤) ولضعفها بمباينة لفظها لفظ الفعل لم يسمع من العرب إعمالها مع التخفيف، وأجاز يونس والأخفش إعمالها قياسا على ما خفف من «إنّ» و «أنّ» و «كأنّ» (٥) ورأيهما في ذلك ضعيف.

وتتصل «ما» الزائدة «بليت»، فيجوز حينئذ إعمالها وإهمالها بإجماع (٦).

وشاهد الوجهين قول النابغة: -

٩٩٧ - قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا ونصفه فقد (٧)

قال ابن برهان مشيرا إلى هذا البيت: الجميع رووه عن العرب بالإعمال -


(١) ينظر رأي الأخفش في التذييل (٢/ ٧٥٣)، والمغني (١/ ٢٥)، والتصريح (١/ ٢٣١).
(٢) ينظر رصف المباني (٢٧٦)، والمغني (١/ ٢٩٠).
(٣) سورة البقرة: ١٠٢.
(٤) سورة الأنفال: ٤٣.
(٥) ذكر الشلوبين أن «لكنّ» إذا خففت لم تعمل في المشهور، وحكى عن يونس إعمالها غير أنه قال: إلا أني لم أره في أصل الكتاب. التوطئة (٢١٤)، وينظر شرح الألفية للمرادي (١/ ٣٦٠)، وشذور الذهب (٣٥١)، والبهجة المرضية (٣٩)، والهمع (١/ ١٤٣)، والمغني (١/ ٢٩٢)، والأشموني (١/ ٢٤٩).
(٦) فالإعمال إبقاء لها على اختصاصها بالجملة الاسمية، والإهمال حملا لها على بقية أخواتها. ينظر شذور الذهب (٣٤٤).
(٧) البيت من البسيط وهو في الكتاب (٢/ ١٣٧)، والخصائص (٢/ ٤٦٠)، وأمالي الشجري (٢/ ١٤٢، ٤١١)، والإنصاف (٢/ ٤٧٩)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٤٣٤)، والتوطئة (١١٩، ٢٠٣)، والمقرب (١/ ١١٠)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٤٤٣)، وتعليق الفرائد (١١٣٢)، وعمدة الحافظ (١٣٥)، والكافية الشافية (١/ ٤٨٠)، والتذييل (٢/ ٧٥٨)، وشرح اللمع لابن برهان (ص ٦٨)، ومعاني الحروف للرماني (٨٩)، ورصف المباني (٢٩٩، ٣١٦)، واللسان (قدد).
والشاهد قوله: (ليتما هذا الحمام) حيث روي بنصب الحمام ورفعه، فالنصب على إعمال «ليت» والرفع على إهمالها.

<<  <  ج: ص:  >  >>