للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لا نصرة لكم ولا أبا حسن لها، ولا قريش بعد اليوم (١).

وأما التقدير الثاني والثالث فلا يصح اعتبارهما مطلقا. فإن من الأعلام المعاملة بذلك ما له مسميات كثيرة كأبي

حسن وقيصر، فتقدير ما كان هكذا بلا مسمى بهذا الاسم أو بلا واحد من مسمياته لا يصح، لأنه كذب.

فالصحيح أن لا يقدر هذا النوع بتقدير واحد، بل يقدر ما ورد منه بما يليق به، وما يصلح له فيقدّر: «لا زيد مثله» بـ «لا واحد من مسميات هذا الاسم مثله»، ويقدر لا قريش بعد اليوم: لا بطن من بطون قريش بعد اليوم، ويقدر: لا أبا حسن لها ولا كسرى بعده ولا قيصر بعده بـ: لا مثل أبي حسن، ولا مثل كسرى، ولا مثل قيصر، وكذا لا نضرة ولا أمية، ولا عزى. ولا يضر في ذلك عدم التعرض لنفي ذي المثل، فإن سياق الكلام يدل على القصد، وأجاز الفراء أن يقال: «لا هو ولا هي» على أن يكون الضمير اسم «لا» محكوما بتنكيره ونصبه، وأجاز: «لا هذين لك ولا هاتين (٢) لك» على أن يكون اسم الإشارة اسم «لا» محكوما بتنكيره.

وفي الأول من نحو: لا حول ولا قوة إلا بالله وجهان:

الفتح بمقتضى التركيب والرفع على إلغاء «لا»، أو على إعمالها عمل ليس.

وفي الثاني عند فتح الأول، الفتح بمقتضى التركيب وجعل الكلام في تقدير جملتين والنصب عطفا على موضع اسم «لا» باعتبار عملها وتقدير زيادة «لا» الثانية والرفع عطفا على موضع لا واسمها، فإنهما في موضع رفع بالابتداء، «ولا» الثانية على هذا زائدة للتوكيد، ويجوز إعمالها عمل «ليس».

وفي الثاني عند رفع الأول، الرفع عطفا على اللفظ، وزيادة «لا» الثانية، أو على إعمالها عمل ليس، والفتح بمقتضى التركيب وجعل الكلام في تقدير جملتين (٣) وإن سقطت «لا» الثانية (٤) فتح الأول ورفع الثاني عطفا على معنى -


(١) ينظر تعليق الفوائد (٥٢٣).
(٢) ينظر شرح الرضي للكافية (١/ ٢٦٠)، والهمع (١/ ١٤٥).
(٣) ينظر في هذه المسألة المقتضب (٤/ ٣٨٧ - ٣٨٨)، وشرح الألفية لابن الناظم (٧٣)، وشرح الألفية للمرادي (١/ ٣٦٥ - ٣٦٦)، وشرح عمدة الحافظ (ص ١٥٧ - ١٥٨)، واللمع لابن جني (ص ١٢٨ - ١٢٩)، وأوضح المسالك (١/ ١٠٦)، ومعاني الحروف للرماني (ص ٨١ - ٨٢).
(٤) أي يقال: لا حول وقوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>