للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الابتداء أو نصب عطفا على عمل «لا».

[٢/ ١٥٨] وحكى الأخفش: لا رجل وامرأة فيها بفتح المعطوف دون تنوين على تقدير ولا امرأة، فحذفت لا وأبقي البناء مع نيتها، كما كان مع وجودها (١) وتنصب صفة اسم «لا» أو ترفع مطلقا أي في التركيب وعدمه وفي اتصال الصفة وانفصالها نحو لا رجل ظريفا أو ظريف، ولا غلام رجل ذكيّا عندنا، أو ذكي، وكذا مع الانفصال

فالنصب باعتبار: عمل لا والرفع بتقدير عمل الابتداء (٢) وجاز اعتباره بعد دخول «لا» في التابع صفة كان أو غيرها، وإن كان ذلك لا يجوز بعد دخول «إنّ» لأن إن مشبهة بالأفعال الناسخة للابتداء في الاختصاص بالمبتدأ والخبر دون عروض وفي كون ما دخلت عليه مفيدا بدون دخولها، ولقوتها لا يبطل عملها في الانفصال في نحو: إن فيها زيدا بخلاف «لا» فإنها ضعيفة العمل بكونها فرع فرع، وكونها عارضة الاختصاص بالمبتدأ (٣) والخبر وكون ما تدخل عليه في الأكثر لا يفيد بدون دخولها في لا رجل في الدار، فلو قيل: رجل في الدار لم يفد، فلتوقف الإفادة على وجود «لا» كانت هى واسمها بمنزلة مبتدأ، فجاز لذلك أن تعتبر عمل الابتداء بعد دخولها في الصفة، وغيرها من التوابع المستعملة وشبه اعتبار الابتداء في ذلك باعتباره في نحو: هل من رجل كريم في الدار [وقوله تعالى]: ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ * (٤) وقد يجعل الصفة والموصوف كخمسة عشر فيبنيان على الفتح إن كانا مفردين متصلين نحو: لا رجل ظريفا فيها (٥)، وزعم ابن برهان (٦) أنّ اسم «لا» لا يرفع إلا إذا كان الموصوف مركبا مع «لا» وأن رفعها دليل على إلغاء «لا»، وحمله على ذلك أن العامل في الصفة هو العامل في الموصوف، والاسم المنصوب لا عمل لابتداء -


(١) ينظر شرح عمدة الحافظ (ص ١٥٨، ١٥٩)، والمقرب (١/ ١٩١).
(٢) ينظر شرح الألفية للمرادي (١/ ٣٦٦، ٣٦٧)، وشرح الألفية لابن الناظم (٧٢)، وشرح المكودي (ص ٦٤).
(٣) ينظر الإنصاف (١/ ٣٧٠).
(٤) سورة الأعراف: ٥٩، ٦٥، ٧٣، ٨٥، وسورة هود: ٥٠، ٦١، ٨٤، وسورة المؤمنون: ٢٣.
(٥) ينظر التصريح (١/ ٢٤٣)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٧٢). والتوطئة (ص ٣٢٤).
(٦) سبقت ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>