وقد عدل المصنف في حد الاسم عما حدّه النحويون إلى هذا الحدّ الذي ذكره، وهذا الذي اختاره غير مختار؛ لأنّ النحويين حدوا الاسم بالأمور الذاتيات التي هي فيه قبل التركيب، والمصنف حدّه بأمر عارض له حالة التركيب وهو الإسناد المعنوي. وليس هذا شأن الحدود مع ما في حده من غموض اللفظ والإبهام والترديد والمجاز الذي هو مناف للحدّ. إذ الحدّ إنما يؤتى به لإيضاح المحدود وبيانه. وصار كلّ قيد فيه يحتاج إلى شرح طويل؛ فتحتاج إلى أن تشرح الإسناد والمعنى والنظير، وهذه أمور فيها غموض لا تناسب المحدود. والإبهام في قوله: ما لمعناها، والترديد في قوله: أو نظيرها، والمجاز في قوله: إلى نفسها، والكلمة لا يقال لها نفس إلا بمجاز. ويستمر أبو حيان قائلا: وأحسن ما حدّ به الاسم أن يقال: الاسم: كلمة دالة بانفرادها على معنى غير متعرضة ببنيتها للزمان. فقولنا: كلمة، جنس يشمل الاسم والفعل والحرف. وقولنا: دالة بانفرادها على معنى، احتراز من الحرف؛ فإنه لا يدل على معنى إلا بضميمه. وقولنا: غير متعرضة ... إلخ احتراز من الفعل. انظر: التذييل والتكميل (١/ ٤٦).