للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

على المسألة الأولى من المسألتين اللتين قلنا إن كلام المصنف تضمنهما.

وأما المسألة الثانية: فهي التي أشار إليها بقوله: وللاسم المستفهم به والمضاف إليه مما بعدهما ما لهما دون الأفعال المذكورة. والمقصود بهذا الكلام [٢/ ٢٠٧] أن الاسم المستفهم به الواقع بعد ظننت وعلمت ونحوهما من أفعال هذا الباب لا عمل للفعل السابق عليه فيه؛ لأنك قد عرفت أنه يعلقه عن العمل (١) المتقدم عليه.

قال المصنف: وتقول: علمت أي يوم زيد قادم، فتنصب أي يوم «بقادم» على الظرفية كما كنت تفعل لو لم تذكر «علمت» لأن الاستفهام وما في حيزه في حكم المستأنف وكذا تقول (٢): غلام من ضربت لأن المضاف إلى المستفهم به مساو له في استحقاق التصدير وتسليط ما بعده عليه ومن ذلك قوله تعالى وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٣) فأي منقلب منصوب بـ «ينقلبون» بعد «سيعلم» (٤) كما كان ينصبه لو لم يكن بعده (٥) انتهى.

وحاصله: أن الاسم المستفهم به الواقع بعد شيء من هذه الأفعال له حكم اسم الاستفهام لو لم يوجد ذلك الفعل السابق عليه كما تقدم فيتصور في ذلك الاسم كونه مرفوعا بالابتداء وكونه مفعولا به وكونه مصدرا أي منصوبا على المصدر أي منصوبا على المصدر وكونه ظرفا وكونه حالا، إذا كان قبل دخول شيء من الأفعال المذكورة عليه محكوما له بشيء مما ذكر نحو: علمت أي رجل جاءك وعلمت أيهم أكرمت وعلمت أي سير سرت، ومنه قوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٦) وعلمت متى مجيء عمرو، ومتى ضربت عمرا، وأين زيد وأين

ضربت زيدا، وعلمت كيف ضربت زيدا، وحكم المضاف إلى اسم الاستفهام حكم اسم الاستفهام نفسه فيما ذكرنا.


(١) زاد في (ب) بعد قوله: يعلقه عن العمل: «وإنما لذلك حكم نفسه، فيعطى من الإعراب ما يستحقه لو لم يوجد ذلك الفعل».
(٢) في (ب) (علمت غلام من ضربت).
(٣) سورة الشعراء: ٢٢٧.
(٤) في إملاء ما من به الرحمن للعكبري (٢/ ١٧٠): قوله تعالى أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ هو صيغة لمصدر محذوف والعامل «ينقلبون» أي ينقلبون انقلابا أيّ منقلب ولا يعمل فيه «يعلم» لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. اه. وينظر شرح المفصل لابن يعيش (٧/ ٨٧)، والتصريح (١/ ٢٥٦)، والأشموني (٢/ ٣٠، ٣١).
(٥) شرح التسهيل للمصنف (٢/ ٩١).
(٦) سورة الشعراء: ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>