كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد

الباب السابع عشر باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر الداخل عليهما كان والممتنع دخولها عليهما لاشتمال المبتدأ على استفهام - [لا يلحق بالقول في الحكاية ما في معناه] - ج: 3 - ص: 1551

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الذي ذكره ابن عصفور لأنه إنما يذكر مذهب البصريين ولا يعرج على قول الكوفيين.

قال الشيخ: ويظهر أن مذهب الكوفيين أرجح لأنه ليس فيه إضمار، قال: وأنت ترى مصبّ النداء على قوله: «اركب» ومصب «الوحي» على «لنهلكن» ومصبّ الدعاء على «لئن أنجيتنا» لا على غيرها فينبغي أن يعتقد فيها أن الجمل معمولة لها إذ هي محكية بها، قال: وأما حيث صرح بالقول بعد هذه الأفعال وشبهها فيضطر إذ ذاك إلى جعل الجملة محكية بالقول وينبغي أن يعتقد أن تلك الأفعال معمولاتها محذوفة وأن مصبها غير مصب القول لئلا يلزم من ذلك تكرار الفعل، قال: والذي يدل على عدم الإضمار أن «أن» التفسيرية جاءت بعد هذه الأفعال نحو قوله تعالى: فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (١) ولو كان القول مضمرا لما جيء «بأن» التفسيرية لأنها لا تأتي بعد القول (٢).

المسألة الثانية: أن القول الذي هو المصدر وقائلا الذي هو اسم فاعل قد يضافان إلى الكلام المحكي بهما فمثال الأول قول الشاعر:

١١٧٧ - قول يا للرّجال ينهض منّا ... مسرعين الكهول والشّبّانا (٣)

ومثال الثاني قول الآخر:

١١٧٨ - وأجبت قائل كيف أنت بصالح ... حتّى مللت وملّني عوّادي (٤)

ينشد بخفض صالح [٢/ ٢١٧ مكرر] ورفعه في خفض فظاهر ومن رفع فعلى تقدير تقول: أنا صالح فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وهو أنا صالح ثم حذف صدر الجملة وبقى عجزها ولا شك أن إضافة قول إلى المحكي به من باب -

---

(١) سورة مريم: ١١.
(٢) التذييل (٢/ ١٠٨٥ - ١٠٨٦).
(٣) البيت من الخفيف مجهول القائل وهو في التذييل (٢/ ١٠٧٨)، والمغني (٢/ ٤٢٢)، وشرح شواهده (٢/ ٨٣٧)، والهمع (١/ ١٥٧)، والدرر (١/ ١٣٩).
والشاهد قوله: (قول يا للرجال ..) حيث أضاف لفظ القول إلى الكلام المحكي وهو (يا للرجال).
(٤) البيت من الكامل مجهول القائل وهو في التذييل (٢/ ١٠٨٨)، والعيني (٤/ ٥٠٣)، والمغني (٢/ ٤٢٢)، وشرح شواهده (٢/ ٨٣٧)، والهمع (١/ ١٥٧)، والدرر (١/ ١٣٩).
والشاهد قوله: (قائل كيف أنت) حيث أضاف اسم الفاعل من القول إلى الكلام المحكي وهو قوله (كيف أنت).