للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فنقول: قد تقدم التنبيه على أن المفرد ينصب بالقول وفروعه في موضعين:

أحدهما: إذا كان بمعنى جملة كقلت حديثا.

والثاني: إذا أريد به مجرد اللفظ كقلت لزيد عمرا بمعنى أطلعت عمرا على المسمى بزيد (١) فإن علق بالقول مفرد بخلاف ذينك فهو جزء جملة فإما أن ينصب بفعل مقدر وإما أن يرفع مبتدأ ويجعل الخبر محذوفا أو خبرا ويجعل المبتدأ محذوفا كقوله تعالى: قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ * (٢) فتقدير الأول: سلمنا سلاما، وتقدير الثاني: «عليكم سلام» أي تحيتكم سلام (٣).

قال المصنف (٤): ويجوز في العربية رفعهما ونصبهما ورفع الأول ونصب الثاني (٥)، قال الشاعر:

١١٨١ - مررنا فقلنا إيه سلّم فسلّمت ... كما اكتلّ بالبرق الغمام اللّوائح (٦)

[٢/ ٢١٨] وأشار المصنف بقوله: وكذا إن تعلق بغير القول إلى أنه لو تعلق المفرد الذي هو في التقدير بعض جملة بغير القول ونوي تمام الجملة لجيء به أيضا محكيّا -


(١) تقدم تفصيل القول في هاتين المسألتين.
(٢) سورة هود: ٦٩، وسورة الذاريات: ٢٥.
(٣) ينظر المقتضب (٤/ ١١)، وشرح الرضي على الكافية (٢/ ٢٨٩)، والبحر المحيط (٨/ ١٣٨، ١٣٩)، ومعاني القرآن للفراء (٢/ ٢٠ - ٢١)، والحجة في القراءات لابن خالويه (ص ١٨٩)، والكشاف (١/ ٣٦٧)، واملاء ما من به الرحمن (٢/ ٤١ - ٤٢)، وتحبير التيسير (ص ١٢٢).
(٤) شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٩٩).
(٥) في معاني القرآن للفراء (٢/ ٢١) وقرأ العامة قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ * نصب الأول ورفع الثاني ولو كانا جميعا رفعا ونصبا كان صوابا فمن رفع أضمر (عليكم) وإن لم يظهرها كما قال الشاعر:
فقلنا السّلام فاتّقت من أميرها ... فما كان إلا ومؤها بالحواجب
والعرب تقول: التقينا فقلنا: سلام سلام وحجة أخرى في رفعه الآخر أن القوم سلموا فقال: حين أنكرهم: هو سلام إن شاء الله فمن أنتم لإنكاره إياهم وهو وجه حسن. اه.
(٦) البيت نسب في شرح شواهد الكشاف لذي الرمة. وهو من بحر الطويل وهو في التذييل (٢/ ١٠٨٩)، والبحر المحيط (٥/ ٢٤١)، والكشاف (١/ ٣٦٧)، وشرح شواهده (ص ٢٩)، ومعاني القرآن للفراء (٣/ ٢١)، واللسان (سلم) برواية:
فقلنا إيه سلم فسلمت ... فما كان إلا ومؤها بالحواجب
والشاهد قوله: (فقلنا إيه سلم) حيث رفع (سلم) على أنه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره محذوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>