للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومما ينبغي أن تلحق بأعلم وأرى: أختها أرى الحلمية كقوله تعالى: إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا (١) فإنه قد ثبت

إجراء رأي الحلمية مجرى رأي العلمية واستدللت على ذلك فيما سلف. فلزم من ذلك تعديها إلى ثلاثة بهمزة النقل مع مساعدة الاستعمال كما لزم في الفعلين الآخرين لصحة الاستعمال فكان التنبيه عليها لثبوتها سماعا دون معارض أولى من التنبيه على ما لم يثبت إلا بما فيه معارضة واحتمال.

وأما «أرى» المنقولة من متعد إلى واحد فمتعدية إلى اثنين ثانيهما غير الأول (٢) وهي على ضربين:

أحدهما: من الرأي كقوله تعالى: لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ (٣).

والثاني: من رؤية البصر (٤) كقوله تعالى: مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ (٥).

ونبهت بقولي: «وللثاني والثالث بعد النقل ما لهما قبله» على أنه لا غنى لأحدهما عن الآخر بعد أن صار ثانيا وثالثا كما لم يكن لأحدهما غنى عن الآخر إذا كانا أولا وثانيا مراعاة لكونهما في الأصل مبتدأ وخبرا، فإن دل دليل على -


- وينظر التذييل (٢/ ١١٠٦)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٨٢)، والبهجة المرضية (ص ٤٦)، والهمع (١/ ١٥٩)، والدرر (١/ ١٤٠)، وشرح ابن عقيل (١/ ١٥٧)، وشرح شواهده (ص ١٠٢)، والعيني (٢/ ٤٤٠)، والتصريح (١/ ٢٦٥)، والأشموني (٢/ ٤٠)، وديوانه (ص ٢٢).
والشاهد قوله: (وأنبئت قيسا خير أهل اليمين) حيث عدى الفعل (أنبئ) إلى ثلاثة مفاعيل: الأول منها ضمير المتكلم وهو نائب الفاعل، والثاني «قيسا»، والثالث «خير أهل اليمن».
(١) سورة الأنفال: ٤٣.
(٢) ينظر شرح عمدة الحافظ (ص ١٥٢)، والأشموني (٢/ ٤٠)، وشرح المكودي (ص ٧٠)، والبهجة المرضية (ص ٤٥).
(٣) سورة النساء: ١٠٥.
(٤) في إملاء ما من به الرحمن (١/ ١٩٣) (أراك) الهمزة ها هنا معدية والفعل من رأيت الشيء إذا ذهبت إليه هو من الرأي وهو متعد إلى مفعول واحد وبعد الهمز يتعدى إلى مفعولين، أحدهما الكاف والآخر محذوف أي أراكه وقيل المعنى «علمك» وهو متعد إلى مفعولين أيضا وهو قبل التشديد متعد إلى واحد. اه. وقد جعل الزمخشري «رأى» في الآية بمعنى عرف وأوحى وضعف الألوسي كونها من رأى البصرية. يقول الزمخشري في الكشاف (١/ ١٩٠) بِما أَراكَ اللَّهُ بما عرفك وأوحى به إليك وعن عمر رضي الله عنه لا يقولن أحدكم قضيت بما أراني الله فإن الله لم يجعل ذلك إلا لنبيه ولكن ليجتهد رأيه لأن الرأي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان مصيبا لأن الله كان يريه إياه وهو منا مناط الظن بالتكلف. اه. وفي روح المعاني (٢/ ١٧٣) «وأما جعلها من رأى البصرية مجازا فلا حاجة إليه». اه.
(٥) سورة آل عمران: ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>