والشاهد قوله: (وأنبئت قيسا خير أهل اليمين) حيث عدى الفعل (أنبئ) إلى ثلاثة مفاعيل: الأول منها ضمير المتكلم وهو نائب الفاعل، والثاني «قيسا»، والثالث «خير أهل اليمن». (١) سورة الأنفال: ٤٣. (٢) ينظر شرح عمدة الحافظ (ص ١٥٢)، والأشموني (٢/ ٤٠)، وشرح المكودي (ص ٧٠)، والبهجة المرضية (ص ٤٥). (٣) سورة النساء: ١٠٥. (٤) في إملاء ما من به الرحمن (١/ ١٩٣) (أراك) الهمزة ها هنا معدية والفعل من رأيت الشيء إذا ذهبت إليه هو من الرأي وهو متعد إلى مفعول واحد وبعد الهمز يتعدى إلى مفعولين، أحدهما الكاف والآخر محذوف أي أراكه وقيل المعنى «علمك» وهو متعد إلى مفعولين أيضا وهو قبل التشديد متعد إلى واحد. اه. وقد جعل الزمخشري «رأى» في الآية بمعنى عرف وأوحى وضعف الألوسي كونها من رأى البصرية. يقول الزمخشري في الكشاف (١/ ١٩٠) بِما أَراكَ اللَّهُ بما عرفك وأوحى به إليك وعن عمر رضي الله عنه لا يقولن أحدكم قضيت بما أراني الله فإن الله لم يجعل ذلك إلا لنبيه ولكن ليجتهد رأيه لأن الرأي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان مصيبا لأن الله كان يريه إياه وهو منا مناط الظن بالتكلف. اه. وفي روح المعاني (٢/ ١٧٣) «وأما جعلها من رأى البصرية مجازا فلا حاجة إليه». اه. (٥) سورة آل عمران: ١٥٢.