ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ وهذا لا حجة فيه؛ لأنه يحتمل أن يكون فاعل بَدا ضمير المصدر الدال عليه وهو البداء، كأنه قال: ثم بدا لهم هو، أي: البداء» اه. من هذا النص الثاني يتضح لنا عدم تصريح ابن عصفور بنسبة هذا القول إلى الفارسي والمبرد والبصريين، وربما يكون الشارح قد قال ذلك على قول ابن عصفور: خلافا لمن أجاز أن يكون الفاعل فعلا؛ لأن هذا رأي الكوفيين ومن تبعهم. (١) سورة يوسف: ٣٥. (٢) البيت من الطويل وهو لمعاوية الأسدي، وهو في: الخصائص (٢/ ٤٣٤)، والتذييل (٢/ ١١١٦)، والخزانة (٢/ ٤٤٢)، والعيني (٤/ ٤٠٠)، وابن يعيش (٤/ ٢٧)، والمغني (٢/ ٤٢٨)، وشرح شواهده (٢/ ٨٤٠)، وحاشية الخضري (١/ ١٥٩). والشاهد قوله: «وما راعني إلا يسير»؛ حيث وقع الفعل في الظاهر مسندا لفعل آخر وهو «يسير» وقد أوله النحويون على تقدير «أن». (٣) ينظر التذييل (٢/ ١١١٦)، والمغني (٢/ ٤٢٨). (٤) ينظر الارتشاف (٦٢١)، والمغني (٢/ ٤٢٨)، والتصريح (١/ ٢٦٨). (٥) في الكتاب (٣/ ١١٠): «وقال: أظن لتسبقنّني، وأظن ليقومنّ؛ لأنه بمنزلة «علمت» وقال عزّ وجل: ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ؛ لأنه موضع ابتداء ألا ترى أنك لو قلت: بدا لهم أيّهم أفضل، لحسن كحسنه في علمت، كأنك قلت: ظهر لهم أهذا أفضل أم هذا» اه. وقد ذكر الأستاذ هارون في هامش (٣) من الصفحة نفسها أنه قد جاء في نسختين أخريين من نسخ الكتاب زيادة بعد بدا فقال: «بعده في كل من (أ، ب): بدا لهم فعل، والفعل لا يخلو من فاعل، ومعناه عند النحويين أجمعين: بدا لهم بدوّ قالوا: ليسجننه، وإنما أضمروا البدو؛ لأنه مصدر يدل عليه قوله: بدا لهم، -