للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وبعض النحويين يجعل ما ورد من هذا خبرا مقدما ومبتدأ مؤخرا، وبعضهم يبدل ما بعد الألف، والواو، والنون منهن على أنهن أسماء مسند إليها وهذا غير ممتنع إن كان سمع من غير أهل اللغة المذكورة (١)، وأما أن يحمل جميع ما ورد من ذلك على أنه الألف، والواو، والنون، فيه ضمائر فغير صحيح؛ لأن أئمة هذا العلم متفقون على أن ذلك لغة لقوم من العرب مخصوصين فوجب تصديقهم في ذلك كما تصدقهم في غيره وبالله التوفيق.

ومن التزم التاء في: قامت هند، وهي اللغة المشهورة؛ فلا يستغني في نحو:

قامت الهندات عن التاء أو النون الحرفية (٢) وإلى ذلك أشرت بقولي: (وتساويها في اللزوم وعدمه تاء مضارع الغائبة ونون الإناث الحرفية). انتهى كلام المصنف (٣).

وقال سيبويه: اعلم أن من العرب من يقول: ضربوني قومك، وضرباني أخواك (٤)، وحكى البصريون أن أصحاب هذه اللغة يلتزمون العلامة أبدا، ولا يفارقونها (٥).

واعلم أن من النحاة من منع العلامة المذكورة عند عطف أحد الاسمين على ما قبله؛ فلا يجيز نحو: قاما زيد وعمرو، ولا: جاءوا زيد وعمرو وبكر، وهو قول مردود بالسماع (٦)، وقد تقدم البيت الذي فيه:

١٢٣٥ - وقد أسلماه مبعد وحميم (٧)

وقال آخر (٨): -


- والشاهد قوله: «رأين الغواني»؛ حيث وصل الفعل بنون دالة على جماعة الإناث مع ذكر الفاعل الظاهر وهو «الغواني» وهذه النون ليست ضميرا بل هي علامة جمع الإناث كتاء التأنيث.
(١) ينظر: شرح الجمل لابن عصفور (١/ ١٦٧)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٨٤).
(٢) ينظر: تعليق الفرائد (ص ١٣٢٣، ١٣٢٤).
(٣) شرح التسهيل للمصنف (٢/ ١١٨).
(٤) الكتاب (٢/ ٤٠).
(٥) في شرح ابن عقيل (١/ ١٦١): «ومذهب طائفة من العرب وهم بنو الحارث بن كعب كما نقل الصفار في شرح الكتاب أن الفعل إذا أسند إلى ظاهر مثنى أو مجموع أتي فيه بعلامة تدل على التثنية أو الجمع» اه.
(٦) ينظر: أوضح المسالك (١/ ١٣٤)، والتصريح (١/ ٢٧٧).
(٧) تقدم ذكره.
(٨) هو عروة بن الورد بن زيد بن عبد الله بن ثابت القيسي، ينظر: الأعلام (٥/ ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>