للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

١٢٤٧ - وما أدري إذا يمّمت أرضا ... أريد الخير أيّهما يليني (١)

فثنى الضمير قاصدا للخير والشر ولم يجر إلا ذكر أحدهما ولكن الإشعار بما لم يذكر بمنزلة ذكره، ومن الإسناد إلى مدلول عليه قول بعض العرب: إذا كان غدا فأتني، أي: إذا كان غدا ما نحن عليه الآن فأتني (٢)، ومثله قول الشاعر:

١٢٤٨ - فإن كان لا يرضيك حتّى تردّني ... إلى قطريّ لا إخالك راضيا (٣)

أي: إن كان لا يرضيك ما تشاهده مني، ومن الفاعل المؤول قوله تعالى:

وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ (٤) ففاعل تبيّن مضمون كيف فعلنا، كأنه قيل: وتبين لكم كيفية فعلنا بهم، وجاز الإسناد

في هذا الباب باعتبار التأويل، كما جاز في باب الابتداء نحو: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ (٥)؛ فإنه أول بسواء عليهم الإنذار وعدمه؛ بل كما جاز في هذا الباب أن يقال:

١٢٤٩ - ما ضرّ تغلب وائل أهجوتها (٦)

على تأويل: ما ضرها هجوك إياها، ومثل: وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ، أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا (٧) على تأويل: أولم يهد لهم كثرة -


(١) البيت من الوافر وهو للمثقب العبدي وهو في: معاني القرآن للفراء (١/ ٢٣١)، (٢/ ٧)، والتذييل (٢/ ١١٧٨)، وشرح شواهد الشافية للبغدادي (ص ١٨٨).
والشاهد قوله: «أيهما يليني»؛ حيث ثنى الضمير مع أن المذكور واحد وهو لفظ «الخير» ولكنه قاصد للخير والشر.
(٢) ينظر: أوضح المسالك (١/ ١٣٠)، وأمالي الشجري (١/ ١٨٥)، والتصريح (١/ ٢٧٢)، والكتاب (١/ ٢٢٤).
(٣) البيت من الطويل وهو لسوار بن مضرب السعدي وهو في: الخصائص (٢/ ٤٣٣)، والمحتسب (٢/ ١٩٢)، ونوادر أبي زيد (ص ٢٣٣)، وأمالي ابن الشجري (١/ ١٨٥)، والتذييل (٢/ ١١١٧، ١١٧٤)، وابن يعيش (١/ ٨٠)، وأوضح المسالك (١/ ١٣١)، والعيني (٢/ ٤٥١)، والتصريح (١/ ٢٧٢)، والأشموني (٢/ ٤٥).
والشاهد قوله: «فإن كان لا يرضيك حتى تردّني»؛ حيث جاء ما ظاهره إسناد الفعل «يرضي» إلى الفعل «تردني» وذلك على اعتبار أن «حتى» استثنائية والجمهور على أنها غائية، وفاعل «يرضي» عندهم ضميرا مستترا يعود إلى ما عاد إليه اسم كان وهو الحال المشاهدة أي: ما أنا عليه من السلامة».
(٤) سورة إبراهيم: ٤٥.
(٥) سورة البقرة: ٦.
(٦) تقدم ذكره.
(٧) سورة السجدة: ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>