للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

١٢٥٧ - وإن مدّت الأيدي إلى الزّاد لم أكن ... بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل (١)

وإلى كون تعظيم الفاعل مقصودا فيصان اسمه عن مقارنة اسم المفعول كقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «من بلي منكم بهذه القاذورات فليستتر» (٢)، وإلى كون تعظيم المفعول مقصودا فيصان اسمه عن مقارنة اسم الفاعل كقولك: أوذي فلان إذا عظمته واحتقرت من أذاه، وإلى كون الستر على الفاعل مقصودا خوفا منه أو خوفا عليه، هذا ما ذكره المصنف (٣).

وقد تضمن كلامه ذكر أسباب عشرة، وأفاد بقوله: (جوازا أو وجوبا) أن الفاعل قد يجب حذفه كما في نحو: من طابت سريرته حمدت سيرته (٤)، وكما في:

١٢٥٨ - علّقتها عرضا ... ... .... البيت (٥)

وفي

١٢٥٩ - وعرضي وافر لم يكلم (٦)

[٢/ ٢٤٥] واعلم أن ابن الضائع قال: قولهم: يحذف الفاعل لكذا ولكذا هذيان من القول وما ارتكبه المتأخرين في ذلك نازع عن الحق جملة، ولا فرق بين طلب العلة لذلك وطلب العلة في لم بني الفعل للفاعل، ولا فرق بين السؤال لم لم يذكر الفاعل؟ وبين السؤال لم لم يذكر الظرف؟ أو لم لم يذكر الزمان؟ أو شبه ذلك. انتهى (٧). وما قاله غير ظاهر وكأنه بنى الأمر على أن كلّا من التركيبين - -


(١) البيت من الطويل وهو للشنفرى وهو في: التذييل (٢/ ١١٨٣)، والمغني (٢/ ٥٦٠)، وشرح شواهده للسيوطي (٢/ ٨٩٩)، والعيني (٢/ ١١٧)، (٤/ ٥١)، والتصريح (١/ ٢٠٢)، والهمع (١/ ١٢٧)، والدرر (١/ ١٠١)، والأشموني (١/ ٢٥١)، (٣/ ٥١) ولامية العرب (ص ٤٢).
والشاهد قوله: «وإن مدت الأيدي»؛ حيث حذف الفاعل؛ لأنه لا يتعلق مراد المتكلم بتعيينه.
(٢) الحديث في موطأ الإمام مالك «باب الحدود» (ح/ ١٢) برواية: «من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبد لنا صفحته، نقم عليه كتاب الله». اه. وقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم هذا الحديث وهو يخطب في الناس حينما اعترف رجل أمامه على نفسه بالزنا.
(٣) ينظر: شرح التسهيل للمصنف (٢/ ١٢٦).
(٤) ينظر: حاشية الخضري على شرح ابن عقيل (١/ ١٦٧)، والتصريح (١/ ٢٨٦).
(٥) تقدم ذكره.
(٦) تقدم ذكره.
(٧) ينظر: التذييل (٢/ ١١٨٤) فقد ذكر فيه نص ابن الضائع.

<<  <  ج: ص:  >  >>