الوجه الثاني: هو أن تعليله بأن ابن عصفور لم يذكر ذلك في المقرب. لم يكن هذا التعليل حجة يرد به ما نسبه ابن مالك إلى ابن الأنباري، فإن ابن عصفور قد ذكر ذلك في شرحه للجمل (١/ ١٦٤) حين قال: «وقسم يلزم فيه تأخير المفعول عن الفاعل وذلك إذا كان الفاعل ضميرا متصلا نحو: ضربت زيدا، أو مضافا إليه المصدر المقدر بأن والفعل نحو: يعجبني ضرب زيد عمرا أو مقرونا بإلا نحو: ما ضرب زيد إلا عمرا، أو في معنى المقرون بإلا نحو: إنما ضرب زيد عمرا، أي: ما ضرب زيدا إلا عمرا، أو لا يكون في الكلام ما يبيّن الفاعل من المفعول، أو في ضرورة شعر» اه. (١) ينظر: التذييل (٢/ ١٢٤٧). (٢) هو دعبل الخزاعي بن علي بن رزين شاعر هجاء، بذيء اللسان، مولع بالهجو والحط من أقدار الناس. ينظر: الشعر والشعراء (ص ٨٥٣ - ٨٥٦)، وتاريخ بغداد (٢/ ٣٨٢). (٣) البيت من الطويل وهو في: التذييل (٢/ ١٢٤٧)، والعيني (٢/ ٤٨٠)، وأوضح المسالك (١/ ١٣٩)، والتصريح (١/ ٢٨٢)، والهمع (١/ ١٦١)، والدرر (١/ ١٤٣)، والأشموني (٢/ ٥٧)، وديوانه (ص ١٨٣). والشاهد قوله: «ولما أبى إلا جماحا فؤاده»؛ حيث قدم المفعول المحصور بإلا على الفاعل وهو جائز عند الكسائي.