للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

معنى: «أسبقتم» (١).

وقول المصنف: (واطرد الاستغناء عن حرف الجر المتعين مع أنّ وأن)؛ كأنه استثناء من الكلام الذي قبله؛ فكأنه قال: ولا يحذف حرف الجر المعدي حذفا مطردا إلا مع هاتين الكلمتين.

قال المصنف: واطرد حذف حرف الجر مع «أنّ وأن»؛ إن تعين عند حذفه، نحو: عجبت أن يتعصب ناصح وطمعت أنك تقبل، فلو لم يتعين الحرف عند حذفه مع «أنّ وأن» لامتنع الحذف، نحو: رغبت أن يكون كذا، فإنه لا يدري هل المراد: رغبت في أن، أو عن أن يكون؟ (٢) والمرادان متضادان معنى؛ فيمتنع الحذف في مثل هذا. انتهى (٣).

والمسوغ لاطراد الحذف مع أنّ وأن طولهما بالصلة والطول يستدعي التخفيف (٤)، قاله ابن عصفور (٥)، قال الشيخ: وقد جاء الحذف في قوله: وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ (٦)، فقدره بعضهم: عن أن تنكحوهن، وقدره بعضهم: في أن تنكحوهن (٧).

وتبع الشيخ في ذكر ذلك المعتبرون من الطلاب، ومن ثم جعلوه كالاستدراك على المصنف، والحق أن لا استدراك، فإن من قدر «في» قال: إن تقديرها متعين فلا يجيز تقدير «عن»، ومن قدّر «عن» كانت متعينة عنده أيضا؛ فلا يجيز تقدير «في» وعلى هذا؛ فالحرف المحذوف متعين قطعا، وإنما كان يكون استدراكا لو أجيز التقديران معا على التخيير، والأمر ليس كذلك، ثم قال المصنف: ومذهب الخليل، والكسائي، في أنّ وأن عند حذف حرف الجر

المطرد حذفه أنهما في محل جر، ومذهب سيبويه والفراء أنهما في محل نصب، وهو الأصح؛ لأن بقاء الجر بعد حذف عامله قليل، والنصب كثير، والحمل على الكثير أولى من الحمل على -


(١) ينظر: شرح الكافية للرضي (٢/ ٢٧٣).
(٢) ينظر: شرح الألفية لابن الناظم (ص ٩٦)، وشرح الألفية للمرادي (٢/ ٥٤)، وشرح ابن عقيل (١/ ١٨٠).
(٣) شرح التسهيل للمصنف (٢/ ١٥٠)، تحقيق د/ عبد الرحمن السيد، وزميله.
(٤) ينظر: التصريح (١/ ٣١٣)، وشرح الأشموني (٢/ ٩٢)، وشرح الكافية للرضي (٢/ ٢٧٣)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٣٠٤، ٣٠٥) طبعة العراق، والمقتضب (٢/ ٣١٤).
(٥) ينظر: شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٣٠٤، ٣٠٥) طبعة العراق.
(٦) سورة النساء: ١٢٧.
(٧) التذييل (٣/ ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>