ولأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون، وقال: نظيرها لِإِيلافِ قُرَيْشٍ؛ لأنه إنما هو لذلك (فليعبدوا)؛ فإن حذفت اللام من «أن» فهو نصب، كما أنك لو حذفت اللام من (لإيلف) كان نصبا، هذا قول الخليل، إلى أن قال: ولو قال إنسان: إنّ «أن» في موضع جر في هذه الأشياء؛ ولكنه حرف كثر استعماله في كلامهم، فجاز فيه حذف الجار؛ لكان قولا قويّا، وله نظائر نحو قوله: لاه أبوه، والأول قول الخليل» اه الكتاب (٣/ ١٢٦ - ١٢٨)، وينظر: حاشية الصبان (٢/ ٩٢). وأقول: مما يلفت النظر في هذه المسألة أن كثيرا من النحويين ساروا على ما ذهب إليه ابن مالك فنسبوا القول بالجر إلى الخليل، والقول بالنصب إلى سيبويه. ينظر: شرح الكافية للرضي (٢/ ٢٧٣)، والهمع (٢/ ٨١)، والبهجة المرضية (ص ٥٥). وقد أورد الصبان في حاشيته على شرح الأشموني (٢/ ٩٢) تصحيحا لما نسب إلى الخليل، وسيبويه، فقال: قوله: «مذهب الخليل إلخ» كذا في البسيط، والتسهيل؛ لكن قال شيخنا وغيره: الصواب ذكر سيبويه مكان الخليل، والخليل مكان سيبويه كما في المغني والتصريح» اه، وينظر المغني (٢/ ٥٢٦) فقد ورد فيه رأي ابن مالك فقال: «وأما نقل جماعة منهم ابن مالك أن الخليل يرى أن الموضع جر؛ وأن سيبويه يرى أنه نصب فسهو» اه. (٢) هو الفرزدق والبيت من قصيدة يمدح فيها المطلب بن عبد الله المخزومي. (٣) البيت من الطويل وهو في: الكتاب (٣/ ٢٩)، والإنصاف (١/ ٣٩٥)، والتذييل (٣/ ٧١)، والأمالي الشجرية (١/ ٤١٨)، والمغني (٢/ ٥٢٦)، وشرح شواهده للسيوطي (٢/ ٥٨٥)، وتعليق الفرائد (ص ١٤١٤)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٩٧)، والأشموني (٢/ ٩٢، ٢٣٥)، والهمع (٢/ ٨١)، والبهجة المرضية (ص ٥٥)، والدرر (٢/ ١٠٥)، وحاشية الخضري (١/ ١٨٠)، وديوانه (ص ٩٣). ويروى البيت أيضا برواية «سلمى» مكان «ليلى»، كما في الكتاب. والشاهد قوله: «أن تكون حبيبة»؛ حيث حذف الحرف، فاستدل به من ذهب إلى أنه في موضع جر؛ وذلك لأنه قد عطف عليه قوله: «ولا دين» بالجر. (٤) شرح التسهيل للمصنف (٢/ ١٥٠).