للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

جعلت «ولم أطلب» معطوفا على «فلو أن ما أسعى»؛ فإنك تفصل بجملة أجنبية ليست محمولة على الفعل الأول، فتكون إذ ذاك بمنزلة: أكرمت أهنت زيدا، والعرب لا تتكلم بهذا أصلا (١). انتهى.

قال الشيخ: هذا الذي ذكره ابن عصفور من انحصار التشريك بين جملتي التنازع في العطف، وأن يكون الفعل معمولا للأول؛ وأنه لا يقع الإعمال إلا على هذين الوجهين، ليس كما ذكر ألا ترى؛ أنهم جعلوا من التنازع قوله:

١٣٥٨ - لو كان حيّا قبلهنّ ظعائنا ... حيّا الحطيم وجوههنّ وزمزم (٢)

فتنازع «حيّا» الأول، وهو خبر كان، و «حيّا» الثاني، وهو جواب «لو» ولا اشتراك بينهما بحرف عطف، ولا الثاني معمول للأول، وقول الآخر [٢/ ٣٤٢]:

١٣٥٩ - بعكاظ يعشي النّاظري ... ن إذا هم لمحوا شعاعه (٣)

تنازع «يعشي» و «لمحوا»، وليس ثم عطف، ولا عمل للفعل الأول في الثاني، وقول الآخر: -


(١) شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٦٢٣) طبعة العراق.
(٢) البيت من الكامل، وهو لكثير عزة أو العرجي، وهو في: المقرب (١/ ٢٥٢)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٦١٩)، ومنهج السالك لأبي حيان (ص ١٣٣)، والتذييل (٣/ ١٤٨، ١٦٦)، وشرح التسهيل للمرادي (١/ ٥٩٨)، وشرح الصفار للكتاب (ق ٨٩ / أ)، وديوان كثير (ص ٥٠٨)، وملحقات ديوان العرجي (ص ١٩١).
اللغة: الظعائن: جمع ظعينة، وهي الهودج، أو المرأة ما دامت فيه، والحطيم: جدار الكعبة.
والشاهد: إعمال «حيّا» الثاني في الظاهر، وحذف فاعل «حيّا» الأول؛ إذ لو كان مضمرا لقال:
لو كان حيّيا قبلهن، لعوده على مثنى.
(٣) البيت من مجزوء الكامل، وهو لعاتكة بنت عبد المطلب عمة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو في شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٦١٦) طبعة العراق، والارتشاف (ص ١١٥١)، والتذييل (٣/ ١٤١)، وتعليق الفرائد (ص ١٤٥٧)، وشرح الألفية للمرادي (٢/ ٦٦)، والمغني (٢/ ٦١١)، والعيني (٣/ ١١)، والتصريح (١/ ٣٢٠)، وشذور الذهب (ص ٥٠٤)، وشرح ابن عقيل (١/ ١٨٤)، وشرح شواهده (ص ١١٥)، والهمع (٢/ ١٠٩)،
والبهجة المرضية (ص ٥٧)، والأشموني (٢/ ١٠٦)، وديوان الحماسة (١/ ٣١٠).
اللغة: عكاظ: موضع بقرب مكة مشهور كانت تقام فيه سوق في الجاهلية، يعشي: من العشاء، وهو سوء البصر بالليل.
والشاهد فيه: حذف معمول (لمحوا) المضمر المنصوب وقد أعمل الفعل الأول في الظاهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>