للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فتنازع في البيت «تنحل»، وهو متعدّ و «استاكت» وهو لازم.

الأمر الرابع: لم أتحقق المقتضي لإخراج المصنف، نحو:

١٣٦٥ - وهل يرجع التّسليم أو يكشف العمى ... ثلاث الأثافي ..... البيت (١)

من باب التنازع؛ فإن كان من أجل أن العطف ليس بحرف جامع مشرك، كما يعطيه ظاهر قوله: فلو كان العطف بأو، أو نحوها، مما لا يجمع بين الشيئين، ولم يجز أن يشرك العاملان في العمل، فليس بظاهر؛ لأن مبنى الباب على أن كل عامل من العاملين يطلب معمولا، وليس معنا إلا واحد، ولا نظر إلى كون العاطف يجمع بين الشيئين، أو لا يجمع؛ وإن كان من أجل أنه لو كان من هذا الباب، لكان أحد العاملين بناء سهل الخطيب؛ لأننا ندعي أنه من هذا الباب، ونعتذر عن عدم التاء في أحد الفعلين بما سنذكره، وإذا تم هذا فلا معول حينئذ على قوله: فلو كان العطف بأو أو نحوها، مما لا يجمع بين الشيئين، لم يجز أن يشترك العاملان في العمل، إذ قد تبين أن ذلك لا أثر له، وقد أنشد ابن عصفور هذا البيت على إنه من الإعمال؛ وأنه قد يستدل به للكسائي في جواز حذف الفاعل، كما استدل له [٢/ ٣٤٤] بغير ذلك، وأنشد البيت الذي أوله:

١٣٦٦ - لو كان حيّا قبلهنّ (٢)

والبيت الذي أوله:

١٣٦٧ - تعفّق بالأرطى ... ..... البيت (٣)

ثم أجاب عن الجميع؛ بأن الضمير يكون عائدا على الجمع، أو التثنية بلفظ المفرد، فاستتر كما استتر في حال الإفراد (٤)، ثم إن المصنف جعل ما ورد في -


(١) تقدم ذكره.
(٢) تقدم ذكره.
(٣) جزء من صدر بيت لعلقمة بن عبدة: بن قيس الشاعر الجاهلي المعروف بعلقمة الفحل والبيت بتمامه:
تعفق بالأرطى لها وأرادها ... رجال فبذّت نبلهم وكليب
والبيت من الطويل، وهو في: المقرب (١/ ٢٥١)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٦١٩)، ونوادر أبي زيد (ص ٢٨١) برواية «وأدارها» مكان «وأرادها»، ومنهج السالك لأبي حيان (ص ١٣٣)، والتذييل (٣/ ١٤٨)، والمفضليات (ص ٣٩٣)، وتعليق الفرائد (ص ١٤٦١)، والأشموني (٢/ ١٠٢)، والعيني (٣/ ١٥)، وديوان علقمة (ص ٢٣)، وقد ذكر ابن عصفور في شرح الجمل أن البيت للنابغة؛ ولكنه ليس له.
(٤) ينظر: المقرب (١/ ٢٥١، ٢٥٢)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٦١٩، ٦٢٠) طبعة العراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>