كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد

الباب الثالث والعشرون باب الواقع مفعولا مطلقا من مصدر وما يجري مجراه - [المفعول المطلق: ناصبه- أنواعه- ما ينوب عنه] - ج: 4 - ص: 1830

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

تقدم ذكره، ويجوز أن يكون منصوبا بفعل مضمر من لفظه يدل عليه الظاهر (١)، وعلل ذلك بنظير ما تقدم.

قلت: وقد عرفت من كلام ابن عصفور أن الذي اختاره المصنف من أن المصدر الموافق معنى لا لفظا معمول لموافقه معنى، وأن الواجب اطراد هذا الحكم في ما له فعل من لفظه؛ ليجري الباب على سنن واحد هو الصّواب، فرحمه الله تعالى.

٧ - ومنها: أنه قد تقدم من كلام المصنف أن تنويع المصدر قد يستفاد بوصفه أو إضافته أو إدخال حرف التعريف عليه أو تثنيته أو بجمعه، فالوصف نحو: سار زيد سيرا عنيفا، والإضافة نحو: سار سير البريد أو سار سير الأثقال، وإدخال حرف التعريف نحو: ضربت الضرب تريد ضربا معهودا بينك وبين مخاطبك، كأنك قلت: ضربت الضرب الذي تعلم زمنه، قول الشاعر:

١٤٢٢ - لعمري لقد أحببتك الحبّ كلّه ... وزدتك حبّا لم يكن قطّ يعرف (٢)

وقول الآخر [٢/ ٣٦٨]:

١٤٢٣ - فدع عنك ليلى إنّ ليلى وشأنها ... وإن وعدتك الوعد لا يتيسّر (٣)

وقول الآخر (٤):

١٤٢٤ - فلو تعلمين العلم أيقنت أنّني ... وربّ الهدايا المشعرات صدوق (٥)

-

---

(١) ينظر: شرح الجمل لابن عصفور (٢/ ٣٤٠).
(٢) البيت من الطويل وهو لعبد الله بن المعتز الخليفة العباسي وهو في: الخصائص (٢/ ٤٤٨)، والمحتسب (١/ ٢٣٨)، وتوجيه اللمع لابن الخباز (ص ١١٥)، وابن القواس (٣٢٦)، والتذييل (٣/ ١٨٧)، والكافي شرح الهادي (٣٦٠)، وديوان ابن المعتز (ص ٣٢٠).
والشاهد في قوله: «أحببتك الحب»؛ حيث إن المفعول المطلق مخصص بأل.
(٣) البيت من الطويل وهو لبشر بن أبي خازم وهو في: التذييل (٣/ ١٨٧)، وديوان بشر بن أبي خازم (ص ٨٢).
والشاهد في قوله: «وعدتك الوعد»؛ حيث إن المفعول المطلق مخصص بأل.
(٤) هو مضرّس بن قرطة المزني شاعر محسن مقل. ينظر: الأغاني (٥/ ١٩) وينسب البيت فيه أيضا إلى قيس بن ذريح.
(٥) البيت من الطويل وهو في: التذييل (٣/ ١٨٧)، والأغاني (٥/ ١٩) برواية.
ولو تعلمين الغيب أيقنت أنني ... لكم والهدايا المشعرات صدوق
ولا شاهد في هذه الرواية.
والشاهد في قوله: «فلو تعلمين العلم»؛ حيث خصص المفعول المطلق بأل.