للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأصله من العمر وهو البقاء، فالمتكلم به متوسل باعتقاد البقاء لله. ومن المهمل الفعل ما يضاف ويفرد كقولهم للمصاب: المرحوم ويحه، وويح فلان، وويح له، وفي الحديث: «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية» (١) وللمتعجّب منه: ويبا له، وويبك، وويب غيرك، قال الشاعر:

١٤٣٥ - فلا تجبهيه ويب غيرك إنّه ... فتى عن دنيّات الخلائق نازح (٢)

وكذا يقال: ويح غيرك وويبه مثله أو قريب منه، ويقال للمضاف المغضوب عليه:

[٢/ ٣٧١] ويله وويل له ويل طويل، وويل له ويلا طويلا، وويل له ويلا كبيلا، وويل له وعول، وويلك وعولك، ولا يفرد عول، وقد يفرد ويل (٣) منصوبا كقول الشاعر:

١٤٣٦ - كسا اللّؤم تيما خضرة في جلودها ... فويلا لتيم من سرابيلها الخضر (٤)

ومن المهمل الفعل اللازم للإضافة: سبحان الله، أي براءة له من السوء، وليس بمصدر يسبح، بل سبح مشتق منه كاشتقاق حاشيت من حاش إذا نطق بلفظها، وكاشتقاق لوليت وصهصهت وأفّفت وسوّفت وبأبأت ولبّب من: لولا وصه وأف -


- والارتشاف (٦٢٦)، والتذييل (٣/ ١٩٩، ٦٢١)، والخزانة (١/ ٢٣١)، والهمع (٢/ ٤٥)، والدرر (٢/ ٥٣)، واللسان «عمر» والمسائل الشيرازيات (ص ٦٥).
والشاهد فيه: أن «عمرتك الله» منصوب بفعل مهمل على رأي ابن مالك، واعترض على ذلك أبو حيان؛ لأنه يرى أن «عمرتك» إذا كان مختصرا
من التعمير على ما ذكر ابن مالك له فعل مستعمل.
(١) حديث شريف أخرجه البخاري في كتاب الصلاة (١/ ٩٣)، ومسلم (٢٢٣٥)، وابن حنبل (٢/ ١٦١)، (٣/ ٥) والمقصود بالكلام هو عمار بن ياسر.
(٢) البيت من الطويل، وهو لكثير عزة في: التذييل (٣/ ١٩٩)، وشرح الجمل لابن الضائع، وديوان كثير (١٨٣).
اللغة: تجبهيه: ترديه. نازح: من نزح ينزح أي بعد يبعد.
والشاهد فيه: استعمال «ويب» مفردا.
(٣) في الكتاب (١/ ٣١٨): «وهذا حرف لا يتكلم به مفردا، إلا أن يكون على ويلك، وهو قولك:
ويلك وعولك، ولا يجوز: عولك» اه.
(٤) البيت من الطويل، وهو لجرير، في الكتاب (١/ ٣٣٣)، والمقتضب (٣/ ٢٢)، والتذييل (٣/ ٢٠٢)، وابن يعيش (١/ ١٢١)، والارتشاف (ص ٥٤٠)، والكافي شرح الهادي (٣٩٠)، وديوان جرير (ص ١٦٢) برواية:
كسا اللؤم تيما خضرة في وجوهها ... فيا خزي تيم من سرابيلها الخضر
اللغة: الخضرة: السواد، السرابيل: جمع سربال وهي القمصان. -

<<  <  ج: ص:  >  >>