للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

سعديك ولبيك وحنانيه من سبحان الله وحنانيه، فإنها مضافة إلى المفعول، قال:

وما ذهب إليه الأعلم من أن الكاف في دواليك وهذاذيك حرف خطاب (١) بمنزلتها في النجاك (٢) باطل؛ لأن النون

قد حذفت لها، ولا يعرف من كلامهم حذف النون للكاف التي هي حرف خطاب. هذا انتهاء كلام ابن عصفور (٣)، وفي بعضه بحث، وسيأتي الكلام على هذه المصادر أعني المثناة كدواليك في باب الإضافة إن شاء الله تعالى.

وفي شرح الشيخ: وأما سلاما فقال أبو الخطاب (٤): موضع تسليم برأه، أي لا خير بيننا ولا شر، وإذا لقيت فلانا فقل سلاما، فسره بعضهم بالبرأة عنه، ومعنى سلامك ربنا في كل فجر (٥)، وسلامتك أي برأتك من كل سوء كما تقول: سلم سلامة من هذا الأمر أي لم يتثبت منه بشيء. وعلل عدم تصرفه بأنه حذفت منه التاء فلزم النصب، قال سيبويه: إن من العرب من يرفعه [٢/ ٣٨٧] فيقول: سلام وهو يريد معنى المبارأة، كما رفعوا حنان، سمع من العرب من يقول: لا تكونن مني إلا سلام بسلام (٦)، وهو استثناء منقطع، التقدير: إلا أن يكون مباركة ومبارأة، كأنه قال: إلا أمرنا سلام فسلام، أي مبارأة ما جرى، يريد مني ومنك، وكأنه قال: لا تكونن مني إلا مجانبا ومسالما، وكان هنا تامة؛ لأن -


(١) ينظر: شرح شواهد الكتاب للأعلم بهامش الكتاب (١/ ١٧٥) طبعة الأميرية، والتذييل (٢/ ٢١٧)، والهمع (١/ ١٩٠).
(٢) النجاء: السرعة في السير، وهو يمد ويقصر، فيقال: نجا نجاء ونجا، وقالوا: النجاك فأدخلوا الكاف للتخصيص بالخطاب، ولا موضع لها من الإعراب؛ لأن الألف واللام معاقبة للإضافة «اللسان: مادة نجا» وتحدث ابن جني عن هذه الكلمة في سر صناعة الإعراب (١/ ٣٠٩) فقال:
النجاءك: أي: انج، وكذلك قولهم: أبصرك زيدا، لا يجوز أن تكون الكاف اسما؛ لأن هذا الفعل لا يتعدى إلى ضمير المأمور به. اه.
(٣) ينظر شرح الجمل لابن عصفور (٢/ ٣٣١ - ٣٣٣).
(٤) هو عبد الحميد بن عبد المجيد أبو الخطاب الأخفش الأكبر، كان إماما في العربية حيث لقي الأعراب وأخذ عنهم، وعن أبي عمرو بن العلاء، وأخذ عنه سيبويه والكسائي ويونس وأبو عبيدة، وهو أول من فسر الشعر تحت كل بيت، ولم يكن الناس يعرفون ذلك قبله. (البغية (٢/ ٧٤) تحقيق محمد أبو الفضل).
(٥) صدر بيت تقدم ذكره.
(٦) ينظر: الكتاب (١/ ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>