للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بالسكون قول الشاعر (١):

١٦٠٣ - فريشي منكم وهواي معكم ... وإن كانت زيارتكم لماما (٢)

وقد خفي على سيبويه أن السكون لغة لأنه قال: وسألت الخليل رحمه الله تعالى عن «معكم» لأي شيء نصبتها؟ فقال: لأنها استعملت غير مضافة اسما كجميع ووقعت نكرة وذلك قولك: جاءا معا وذهبا معا، وقد ذهبت معه

ومن معه صارت ظرفا فجعلوها بمنزلة أمام وقدام، قال الشاعر: فجعلها كهل، حين اضطر وأنشد للراعي:

فريشي منكم ........ ... ............ البيت

فذكر سبب إعرابها أو تضمن كلامه أنها اسم على كل حال وأن نقصها لم يزل بالإفراد، وذلك بيّن من كلامه الذي ذكرته، وزعم قوم أن الساكن العين حرف (٣)، وليس بصحيح؛ لأن المعنى مع الحركة والسكون واحد، فلا سبيل إلى الحرفية، وزعم النحاس (٤) أن النحويين مجمعون على أن الساكن العين حرف (٥)، وهذا منه عجيب، فإن كلام سيبويه مشعر بلزوم الاسمية على كل حال وأن الشاعر إنما سكنها اضطرارا.

ومن الظروف العادمة التصرف «بين بين» كقول الشاعر (٦): -


(١) هو جرير يمدح الخليفة هشام بن عبد الملك، ونسب في الكتاب إلى الراعي وليس في ديوانه.
(٢) البيت من الوافر، وهو في: الكتاب (٣/ ٢٨٧)، وأمالي الشجري (١/ ٢٤٥)، (٢/ ٢٥٤)، وابن يعيش (٢/ ١٢٨)، (٥/ ١٣٨)، والتذييل (٣/ ٤٢٥)، والعيني (٣/ ٤٣٢)، والتصريح (٢/ ٤٨)، والأشموني (٢/ ٢٦٥)، وديوان جرير (٤١٠)، ويروى أيضا برواية (وريشي) مكان (فريشي) كما في التذييل.
اللغة: الريش: هو اللباس الفاخر. لماما: يسيرا.
والشاهد فيه: تسكين «مع» عند سيبويه للضرورة.
(٣) هذا رأي أبي علي كما في الأمالي الشجرية (١/ ٢٤٥).
(٤) هو أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس أبو جعفر النحاس المرادي النحوي المصري، مفسر وأديب رحل إلى بغداد وأخذ عن علمائها ثم عاد إلى مصر، له من التصانيف: إعراب القرآن، الكافي في العربية، المقنع في اختلاف البصريين والكوفيين. اختلف في سنة وفاته فقيل سنة ٣٣٨ هـ وقيل سنة ٣٣٧ هـ.
بغية الوعاة (١/ ٣٦٢) وشذرات الذهب (٢/ ٣٤٦).
(٥) ينظر: التذييل (٣/ ٤٢٥)، والمغني (١/ ٣٣٣)، وشرح الألفية للمرادي (٢/ ٢٧٦)، والأشموني (٢/ ٢٦٥).
(٦) هو عبيدة بن الأبرص من بني أسد، من فحول شعراء الجاهلية وهو من المعمرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>