للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

١٦٣٣ - ومشرب أشربه وشيل ... لا آجن الطّعم ولا وبيل (١)

فالضمير في أشربه عائد على مشرب وهو مفعل من الشرب أي مكان شرب.

هكذا ذكر الشيخ في هذا البيت (٢)، والظاهر أن المراد بمشرب في هذا البيت المصدر وأريد بالمصدر المفعول، فالمراد بمشرب شرب والمراد بشرب المشروب.

وإذا كان كذلك فلا يتم الاستدلال بهذا البيت على الاتساع في ظرف المكان ولا شك في صحة الاتساع في ظرف المكان المتصرف، فمن أمثلة سيبويه: سير عليه فرسخان (٣)، لكن نقل الشيخ عن صاحب البسيط أن التوسع في ظرف المكان لا يطرد بخلاف ظرف الزمان، قال: يقال: نحى نحوك وقصد قصدك وأقبل قبلك، قال: رفعوا فدلّ على نصب التوسع، ولا يجوز: ضربت خلفك فيجعله مضروبا وكذلك لا يتوسع فيجعله فاعلا، فتوسع الفاعل والمفعول غير مطرد في المكان، وإنما كان ذلك لأن ظرف الزمان أشد تمكنا منها (٤).

٢ - ومنها: أن اشتراط التصرف في الظرف الذي يتوسع فيه ظاهر؛ لأن غير المتصرف لا يسند إليه ولا يضاف إليه.

٣ - ومنها: أنهم شرطوا في جواز التوسع أن يكون العامل في الظرف الذي يتوسع فيه فعلا أو ما يعمل عمله إذا كان من جنس ما ينصب المفعول به (٥)، فمثال الفعل قوله: -


(١) الرجز لم يعلم قائله وهو في: التذييل (٣/ ٤٣٢)، والبحر المحيط (٦/ ٣٨٧)، والمطالع السعيدة (ص ٣٣٢)، والهمع (١/ ٢٠٣)، والدرر (١/ ١٧٢).
والشاهد فيه: هو التوسع في ظرف المكان وهو «مشرب» فتعدى الفعل إلى ضميره غير مقترن بفي.
(٢) ينظر: التذييل (٣/ ٤٣٢).
(٣) ذكر ذلك سيبويه في باب ما يكون فيه المصدر حينا لسعة الكلام والاختصار فقال: ونقول: سير عليه فرسخان يومين، لأنك شغلت الفعل بالفرسخين فصار كقولك: سير عليه بعيرك يومين، وإن شئت قلت: سير عليه فرسخين يومان أيهما رفعته صار الآخر ظرفا، وإن شئت نصبته على الفعل في سعة الكلام لا على الظرف. اه، الكتاب (١/ ٢٢٣).
(٤) التذييل (٣/ ٤٣٧).
(٥) ينظر: المطالع السعيدة (ص ٣٣٣) حيث ذكر السيوطي فيه أن للتوسع خمسة شروط منها هذان الشرطان اللذان ذكرهما الشارح كما ذكر السيوطي هذه الشروط في الهمع (١/ ٢٠٣) أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>