للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

١٦٣٤ - ويوما شهدناه ... ... ... البيت (١)

وقول الآخر: -

١٦٣٥ - قد أصبحت صحبها السّلام ... بكبد خالطها سنام

في ساعة يحبّها الطّعام (٢)

أي يحب فيها الطعام، والمراد بما يعمل عمل الفعل ما يرفع الفاعل إذا كان من فعل لا يتعدى، وما ينصب المفعول إذا كان من فعل يتعدى، مثال الأول: منطلق، ومثال الثاني: أكل، فيقال: أما الليلة فأنا منطلقها، تريد فأنا منطلق فيها، وأما اليوم فأنا آكله خبزا، تريد فأنا آكل فيه خبزا، فجاز هذا كما يجوز في الفعل إذا قلت: الليلة انطلقتها أي انطلقت فيها، واليوم أكلته خبزا أي أكلت فيه خبزا، ولا يجوز أن يقال: أما اليوم فليته زيدا منطلق، تريد ليت فيه زيدا منطلق، ولا أما الليلة فما أتاها زيد منطلقا، تريد فما فيها زيد منطلقا؛ لأن ما وليت وأخواتها ليس ينصب شيء منها

المفعول في موضع من المواضع، فلذا [٢/ ٤٧٥] لم ينصب ما اتسع فيه من الظروف وجعل بمنزلة المفعول به، وقد نقل عن الأخفش جواز ذلك في ما، والذي صححه الجمهور أن ذلك لا يجوز، وإنما قيدوا العامل عمل الفعل بقولهم: إذا كان من جنس ما ينصب المفعول به؛ ليخرج المجرور والظرف الواقعان (٣) موضع الخبر نحو قولك: زيد في الدار يوم الجمعة، وزيد عندك يوم الخميس، فإنهما يرفعان الفاعل كما يرفعه الفعل إلا أنهما ليسا من جنس ما ينصب المفعول به، فلا يجوز نصب يوم الجمعة ويوم الخميس على الاتساع، بل هما منصوبان على الظرف.

والدليل على أنهما ليسا فيما ذكرنا منصوبين على الاتساع أنه لا يجوز أن يأتي في مثل ذلك بضمير منصوب، فلا يجوز أن تقول: أما يوم الجمعة فزيد في الدار -


(١) البيت من بحر الطويل سبق الاستشهاد به قريبا وهو لرجل من بني عامر وهو في: الخزانة (٧/ ١٨١)، (٨/ ٢٠٨)، (١٠/ ١٧٤)، ومغني اللبيب (٢/ ٥٠٣)، والمقتضب (٣/ ١٠٥).
ويستشهد به على: نصب ضمير اليوم تشبيها بالمفعول به اتساعا والمعنى: شهدنا فيه.
(٢) رجز لم يعلم قائله وهو في: معاني القرآن للفراء (١/ ٣٢)، والكامل (١/ ٣٤) والتذييل (٣/ ٤٣٢)، واللسان مادة «حبب».
والشاهد فيه: التوسع في ظرف الزمان فتعدى الفعل إلى ضميره بدون وساطة «في».
(٣) ينظر: الأشباه والنظائر (١/ ١٨)، والهمع (١/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>