للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقول الآخر:

١٦٨٩ - وبنت كريم قد نكحنا ولم يكن ... لنا خاطب إلّا السّنان وعامله (١)

قال المصنّف (٢): ويلحق بهذا إتباع أحد المتباينين الآخر نحو: ما أتاني زيد إلّا عمرو، وما أعانه إخوانكم إلّا إخوانه، وهما من أمثلة سيبويه والأصل:

ما أتاني أحد إلّا عمرو، وما أعانه أحد إلّا إخوانه، فجعل مكان (أحد) بعض مدلوله وهو (زيد) و (إخوانكم)، ولو لم يذكر لدخلا فيمن نفى عنه الإتيان والإعانة، لكن ذكرا توكيدا لقسطهما من النّفي، ودفعا لتوهّم المخاطب لو لم يعترض له هذا الذي أكّد به واستشهد سيبويه بقول الشاعر:

١٦٩٠ - والحرب لا يبقى لجا ... حمها التّخيّل والمراح

إلّا الفتى الصبّار في الن ... نجدات والفرس الوقاح (٣)

ويقول الآخر:

١٦٩١ - عشية لا تغني الرماح مكانها ... ولا النّبل إلّا المشرفيّ المصمّم (٤)

-


- الشاهد فيه: رفع (اليعافير، والعيس) على أنهما بدلان من قوله: (أنيس) مع أنهما ليسا من جنس الأنيس أي الذي يؤنس، ويرى سيبويه أن هذا من الاستثناء المتصل على التوسع في المستثنى منه أو في المستثنى.
(١) البيت من الطويل، وقائله الفرزدق. ينظر ديوان الفرزدق (ص ٧٣٧)، وشرح الأشموني (٢/ ١٤٧)، والتذييل والتكميل (٣/ ٥٥٥).
والشاهد فيه: كالذي قبله فقد رفع - هنا - (السنان) والمعطوف عليه (عامله) مع أنهما ليسا من جنس (خاطب) حتى يسوغ البدل.
(٢) شرح التسهيل (٢/ ٢٨٦).
(٣) البيتان من مجزوء الكامل وهما لسعد بن مالك بن ضبيعة.
اللغة: جاحم الحرب: معظمها وأشدها، والتخيل: الخيلاء والكبر، والمراح: اللعب والمرح، والنجدات:
الشدائد، والفرس الوقاح: الصلب الحافر.
وقد استشهد بهما سيبويه على إبدال (الفتى) من (التخيل) والمراح) على سبيل الاتساع والمجاز، أو على سبيل أنه أراد أنه لا يبقى إلا الفتى الصبار ولكنه ذكر (التخيل، والمراح) توكيدا. ينظر:
الكتاب (٢/ ٣٢٤)، وديوان الحماسة (٢/ ٣٩٢).
(٤) البيت من الطويل وقائله ضرار بن الأزور، الصحابي، من قصيدة قالها في يوم الردة.
اللغة: النبل: السهام، المشرفي: المنسوب إلى مشارف الشام، المصمم: الذي يمضي في العظم ويقطعه.
والشاهد فيه: إبدال (المشرفي) و (النبل) على سبيل الاتساع والمجاز، أو أنه أراد: لا يعني إلا المشرفي المصمم ولكنه ذكر الرماح والنبل توكيدا، وهو في الخزانة (٢/ ٥)، والكتاب (٢/ ٣٢٥)، والعيني (٣/ ١٠٩)، والأشموني (٢/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>