للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[١/ ٤٩] فمضى ماض وكان مستقبل.

ومثال الواقع صفة للنكرة العامة والمعنى على المضي: قول الشاعر:

٥٠ - ربّ رفد هرقته ذلك اليو ... م وأسرى من معشر أقتال (١)

ومثاله والمعنى على الاستقبال قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «نضّر الله امرأ سمع مقالتي فأدّاها كما سمعها» (٢). فإن هذا منه - عليه الصلاة والسّلام - ترغيب لمن أدركه في حفظ ما يسمعه، ومعناه: نضر الله امرأ يسمع مقالتي فيؤديها كما يسمعها.

وناقشه الشيخ (٣) في المثال الأول: بأن رفدا ليس بنكرة عامة؛ إذ ربّ على ما ينسب لسيبويه للتقليل (٤) والتقليل ينافي العموم، قال: -


- والشاهد فيه واضح؛ حيث وردت ما موصولة في البيت مرتين صلة كل منهما مختلفة في المعنى وإن اتفقتا في اللفظ. والبيت في شرح التسهيل: (١/ ٣٢) وفي التذييل والتكميل: (١/ ١١٣).
ترجمة الطرماح: هو الطرماح بن حكيم بن الحكم من طيئ شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ بالشام وانتقل إلى الكوفة فكان معلما فيها، واعتقد مذهب الشراة من الأزارقة، واتصل بخالد بن عبد الله القسري، فكان يكرمه ويستجيد شعره، وكان هجاء معاصرا للكميت صديقا له لا يكادان يفترقان.
انظر ترجمته في الأعلام للزركلي (٣/ ٣٢٥).
(١) البيت من بحر الخفيف آخر بيت من قصيدة طويلة للأعشى، يمدح فيها الأسود بن المنذر اللخمي، بدأها بوصف الديار والأطلال والناقة: (ديوان الأعشى ص ١٦٣) مطلعها:
ما بكاء الكبير بالأطلال ... وسؤالي وهل ترد سؤالي
اللغة: الرفد: بفتح الراء القدح الضخم ويكن بإراقته عن الموت وبكسر الراء العطاء، أسرى: جمع أسير.
أقتال: جمع قتل وهو المقاتل والشجاع والقرن. وروي مكانه أقيال جمع قيل بفتح أوله وثانيه ومعناه الملك. والأعشى: يمدح صاحبه بالشجاعة وقتل الأعداء وأسر الملوك.
وشاهده: وقوع الجملة الماضوية صفة للنكرة في قوله: ربّ رفد هرقته.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٢)، وفي التذييل والتكميل (١/ ١١٣)، وفي معجم الشواهد (ص ٣٢٣).
(٢) انظر الحديث في مسند الإمام أحمد بن حنبل (٤/ ٨٠) ونصه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، قال: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالخيف من منى، فقال: «نضّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، ثمّ أدّاها إلى من لم يسمعها؛ فربّ حامل فقه لا فقه له، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه». وكرر الحديث مرة أخرى في: (٤/ ٨٢).
(٣) الضمير في ناقشه لابن مالك ولم يجر له ذكر ولكنه مفهوم من المقام؛ لأن الأمثلة السابقة كلها من شرح التسهيل له، وانظره: (١/ ٣٥).
(٤) لم ترد ربّ مفيدة للتقليل في كتاب سيبويه. كل ما جاء فيه: اختصاصها بالنكرات (٢/ ٥٤، ٥٦). -

<<  <  ج: ص:  >  >>