وعبارته: ولو ذهب ذاهب إلى أنّ النصب إنما هو بالعطف على تقدير حذف الفاء، وأن المعنى: بيّنت له الحساب بابا فبابا، وادخلوا أول فأول، لكان وجها حسنا عاريا عن التكلف؛ لأن المعنى: بيّنت له الحساب بابا بعد باب، وادخلوا رجلا بعد رجل، والذي يدل على إرادة الفاء كونه يجوز ذلك في المرفوع، والمنصوب، والمجرور. فمثال المرفوع قول الشاعر: كرة وضعت لصوالجة ... فتلقفها رجل رجل أي: فرجل. ومثل المنصوب: ونقلوا بعيرا بعيرا، أي: فبعيرا. ومثال المجرور: قيراط قيراط، أي: فقيراط. إلّا أنه يعكّر على هذا المذهب ما زعم أبو الحسن من أنّه لا يجوز أن يدخل حرف العطف في شيء من هذه المكررات، إلا الفاء في الموضع الذي يكون فيه الترتيب، نحو: ادخلوا الأول فالأول، ولا تقول: بيّنت له الحساب بابا فبابا. اه. وأجاز الرضي عطف الثاني على الأول بالفاء أو بثم في موضع الترتيب. ينظر: شرح الكافية (١/ ٢٠٨). (٢) سورة الإسراء: ٦١. (٣) ينظر: الكتاب (١/ ٣٩٦). (٤) ينظر: شرح المصنف (٢/ ٣٢٤).