للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فيّ» ذلك المجرى توافقت النظائر، بخلاف تقدير: جاعلا، أو (من) فلا نظير له في الباب، وفي تقدير (من) ضعف زائد وهو أنه يلزم منه تقدير (من) في موضع (إلى) ودخول (إلى) في موضع (من)؛ لأنّ مبدأ غاية كلام المتكلم فمه لا فم المكلّم، فلو كان معنى (من) مقصودا لقيل: «كلمته من فيّ إلى فيه» على إظهار (من) و «كلمته فيّ إلى فيه» على تقديرها. انتهى كلام المصنف (١).

ومما ردّ به السيرافي على الكوفيين: أنه يمتنع «كلّمته وجهه إلى وجهي، وعينه إلى عيني». قال: ولو كان على الإضمار لم يمتنع هذا، لكنه لما كان على ما قال سيبويه لم يطرد؛ لأنّه من وقوع الأسماء موقع الصفات، والأصل غير ذلك (٢).

ومما ردّ به على المذهبين معا: أن العرب ترفعه على المعنى الذي تنصبه وليس للرفع وجه إلّا الحال. قال سيبويه: وبعض العرب تقول: «كلّمته فوه إلى فيّ»، أي: كلّمته وفوه إلى فيّ، أي: كلمته وهذه حاله. انتهى (٣).

وأجاز هشام الكوفي القياس على «كلّمته فاه إلى فيّ» فيقال على رأيه:

«ماشيته قدمه إلى قدمي، وكافحته وجهه إلى وجهي» (٤).

وذكر ابن خروف عن الفراء: «حاذيته ركبته إلى ركبتي، وجاورته بيته إلى بيتي، وصارعته جبهته إلى جبهتي» بالرفع والنصب (٥). قال المصنف - بعد ذكر هذا -: ولا يرد شيء من ذلك ولكن الاقتصار فيه على السماع أولى؛

لأنّ فيه إيقاع جامد موقع مشتقّ، وإيقاع معرفة موقع نكرة، وإيقاع مركب موقع مفرد (٦).

قال المصنف: وأجاز أكثر البصريين بعد سيبويه تقديم (فاه) على (كلّمته) لتصرفه، ومنع ذلك الكوفيون وبعض متأخري البصريين، أي: يقال: فاه إلى فيّ كلّمته (٧). -


(١) ينظر: شرح المصنف (٢/ ٣٢٤ - ٣٢٥).
(٢) ينظر: شرح السيرافي للكتاب (٣/ ١٩٧) رسالة تحقيق محمد حسن يوسف، والتذييل (٣/ ٧٠٢ - ٧٠٣)، وهامش سيبويه (١/ ١٩٥) بولاق، وتعليق الفرائد للدماميني (٦/ ١٦٧).
(٣) ينظر: الكتاب (١/ ٣٩١)، والتذييل (٣/ ٧٠٣).
(٤) ينظر: شرح المصنف (٢/ ٣٢٥)، والتذييل (٣/ ٧٠٦)، والارتشاف (٢/ ٣٣٦).
(٥) ينظر: المراجع السابقة.
(٦)،
(٧) ينظر: شرح المصنف (٢/ ٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>