للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومنه أيضا: فاه إلى فيّ، ومررت بهم ثلاثتهم ... إلى عشرتهم (١)، وقضّهم بقضيضهم (٢)، وتفرّقوا أيادي سبا (٣).

فهذه ثماني كلمات: منها ما هو مصدر، وهو (جهده، وطاقته، وعوده على بدئه) ومنها ما هو اسم واقع موقع المصدر، وهو وحده، وثلاثتهم، وأربعتهم إلى العشرة، وقضّهم بقضيضهم. ومنها ما هو اسم وليس واقعا موقع المصدر وهو «فاه إلى فيّ» وأيادي سبا.

فأما «جهده، وطاقته وعوده على بدئه» ففي نصبها من الخلاف ما في نصب (العراك) فيقدر: يجتهد جهده، ويطيق طاقته، ويعود عوده (٤). أو مجتهدا جهده، ومطيقا طاقته، وعائدا عوده (٥).

وعلى هذين التقديرين لا حاجة إلى الاعتذار عن التعريف؛ لأنّ الكلمات المذكورة ليست أحوالا، وإنّما الأحوال العوامل المقدّرة، ومجتهدا، ومطيقا، وعائدا، وهو مذهب سيبويه (٦) كما تقدّم في العراك.

ولا يحتاج (جهده، وطاقته، وجهدي، وطاقتي، وجهدك، وطاقتك) إلى كلام غير ما تقدم.

وأمّا «رجع عوده على بدئه» فقد شبّهه سيبويه بقولهم: «فاه إلى فيّ». قال - بعد أن ذكر هذه المسألة -: ومثله من المصادر في أن تلزمه الإضافة وما بعده مما يجوز فيه الابتداء ويكون حالا قوله: «رجع فلان عوده على بدئه» كأنّه قال: -


(١) ينظر: الكتاب (١/ ٣٧٣).
(٢) ينظر: الكتاب (١/ ٣٧٤)، والمقتضب (٣/ ٢٤٠). وقضّهم: من القضّ، وهو الكسر، بمعنى القاضّ، أي: الكاسر. والقضيض: بمعنى المقضوض، أي: جاؤوا جميعا مزدحمين بحيث يكسر بعضهم بعضا من شدّة الازدحام. ينظر: حاشية الداودي على ابن عقيل (١/ ١٠٦٢) رسالة.
(٣) أي: تفرقوا تفرّقا لا اجتماع معه، كتفرق جماعات سبا. ينظر: مجمع الأمثال (٢/ ٤)، واللسان (يدي) (٦/ ٤٩٥٥).
(٤) ينظر: المقتضب (٣/ ٢٣٧)، وقد سبق قريبا نقل نصه. والإيضاح لأبي علي الفارسي (ص ١٧٢) تحقيق د/ كاظم المرجان.
(٥) ينظر: الارتشاف (٢/ ٣٣٩) تحقيق د/ النماس.
(٦) ينظر: الكتاب (١/ ٣٧٣، ٣٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>