سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء: ١]، لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: ٩٢]، فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ [الحج: ٣٠]. (٢) يذكر أبو حيان - معترضا على ابن مالك - أن كثيرا من الحروف لها معان كثيرة، ومع ذلك فالحروف كلها مبنية. ويجيب ناظر الجيش قائلا: إن هذه المعاني التي تأتي للحرف هي مدلول الحرف ومعناه؛ فليس هناك أمر زائد على المعنى يحتاج الحرف بسببه إلى الإعراب بخلاف الأسماء للأسماء؛ فإن معانيها في نفسها أولا كزيد الدال على إنسان صفته كذا وكذا، وجمل الدال على حيوان صفته كذا وكذا ثم تصير للأسماء معان أخر زائدة يحتاج بسببها إلى الإعراب كالفاعلية والمفعولية والإضافة وهكذا. (٣) وهو قبول الفعل بصيغة واحدة معاني مختلفة نحو: لا تعن بالجفاء وتمدح عمرا، ونحو ما سيذكره الشارح: لا تأكل السّمك وتشرب اللّبن.