(٢) وقال المبرد في المقتضب: وكان سيبويه يقول: جيّد أن تقول: «هذا خاتمك حديدا، وهذا سرجك خزّا» ولا تقول على النعت: «هذا خاتم حديد» إلا مستكرها، إلّا أن تريد البدل؛ وذلك لأنّ حديدا وفضّة وما أشبه ذلك جواهر، فلا ينعت بها .. ثم قال: وإنّما أجاز سيبويه: «هذا خاتمك حديدا» وهو يريد الجوهر بعينه؛ لأنّ الحال مفعول فيها، والأسماء تكون مفعولة، ولا تكون نعوتا حتى تكون تحلية. وهذا في تقدير العربية كما قال، ولكن لا أرى المعنى يصح إلا بما اشتق من الفعل نحو: «هذا زيد قائما»؛ لأن المعنى أنبّهك له في حال قيام. وإذا قال: «هذا خاتمك حديدا» فالحديد لازم، فليس للحال ها هنا موضع بيّن، ولا أرى نصب هذا إلا على التبيين؛ لأنّ التبيين إنما هو بالأسماء، فهذا الذي أراه، وقد قال سيبويه ما حكيت لك. اه. المقتضب (٣/ ٢٧٢). (٣) ينظر: شرح المصنف (٢/ ٣٣٤). (٤) ينظر: الكتاب (٢/ ١١٢). (٥) السابق (٢/ ٨١، ٨٢).