للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أنشده سيبويه، وقال الأعلم: هو عجز بيت، وأوله:

١٩٠١ - تقول ابنتي حين جدّ الرّحي ... لـ أبرحت ربّا وأبرحت جارا (١)

قال: وذهب الأعلم إلى أنه مما انتصب عن تمام الكلام، وأنه منقول من فاعل، وتقديره: أبرح ربّك وأبرح جارك، فأسند الفعل إلى غيرهما، ثم نصبهما تفسيرا.

وذهب ابن خروف إلى أنّه مما انتصب عن تمام الاسم، وعلى هذا أنشده سيبويه، وجاء به على أن الربّ هو التاء في

أبرحت وهو خطاب الشاعر لممدوحه، ويقوي ذلك إنشاده إياه: (فأبرحت) بالفاء، ولا يصح إيصاله بصدر البيت على أن يكون معمولا للقول، فلا يكون عجزا لذلك الصدر. انتهى (٢).

وعلى ما ذهب إليه ابن خروف من أنّه تمييز منتصب عن تمام الاسم يحسن تمثيل المصنف به ومجيئه بذلك على أنه من قبيل مميز المفرد، لكن الظاهر خلاف ذلك، وتفسيرهم إياه بأن معناه: أعجبت جارا وأنّ الإعجاب من جهة الجوار يدلّ على أنّ التمييز فيه مميز جملة، لا مميز مفرد، وإذا كان كذلك فلا ينبغي أن يمثل به المصنف؛ لأنّه بصدد ذكر مميز المفرد، وهذا مميز جملة.

والباء من قوله (٣): بالنصّ على جنس المراد تتعلق بـ: يميّز.

قال الشيخ: وينبغي أنّ النكرة إذا لم يكن فيها بيان ألّا تقع تمييزا.

وقد اختلفوا من ذلك في مسائل:

منها:

(ما) في باب (نعم) أجاز الفارسيّ أن تكون تامة بمعنى «شيء» وتنتصب تمييزا (٤)، وتبعه الزمخشري (٥)، ومنع ذلك غيره (٦). -


(١) البيت للأعشى وسبق تخريجه وينظر: الكتاب (٢/ ١٧٥)، وتحصيل عين الذهب للأعلم بهامش الكتاب (١/ ٢٩٩) بولاق.
(٢) انتهى كلام الشيخ: أبي حيان وينظر: في التذييل (٤/ ٢٤ - ٣٣).
(٣) أي: المصنف في المتن.
(٤) ينظر: المسائل الشيرازيات للفارسي (٢/ ٥٥٠) رسالة دكتوراه بجامعة عين شمس تحقيق د/ علي منصور تحت رقم (٢١١٢١٠).
(٥) ينظر: المفصل (ص ٢٧٣)، وشرح المفصل (٧/ ١٣٤).
(٦) منهم أبو ذرّ مصعب بن أبي بكر الخشني. التذييل (٤/ ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>