للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها (١) ويحتمل أن يكون تمييزا على تقدير الانفصال والتنكير، ويحتمل أن يكون منصوبا على إسقاط حرف الجر، ويحتمل أن يكون الأصل: بطرت مدة معيشتها، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب على الظرفية، نحو: وَإِدْبارَ النُّجُومِ (٢). انتهى كلام المصنف (٣)، وقد ناقشه الشيخ في أمور (٤):

أحدها: أنّ تخصيصه عروض التعريف بمميّز الجملة لا فائدة له؛ إذ الخلاف واقع في مميز المفرد ومميز الجملة، والسماع ورد بهما. والجواب: أنّ المصنف يمنع ورود ذلك في مميز المفرد، ولهذا حكم بزيادة اللام في «الأحد

عشر الدرهم» كما تقدّم.

على أنّ المصنف أراد أنّ المميّز يعرض له التعريفان معا، أعني تعريف الأداة وتعريف الإضافة، وكلاهما عرض لمميّز الجملة، وأما مميز المفرد فلم يرد معرفة بالإضافة، وإنّما ورد فيه اللام، ومع ذلك فقد حكم المصنف بأنها زائدة، لا معرّفة.

الأمر الثاني: أنّه قال (٥): لا يتخرج «غبن زيد رأيه، ووجع بطنه» على أنّها إضافة يراد بها الانفصال كان هذا ضميرا يعود على معرفة، وليس موضع انفصال بالإضافة (٦)، فهي إضافة محضة قال: ولا يسوغ قياسا على «كم ناقة وفصيلها لك؟» ولا [على] (٧) «كل شاة وسخلتها [بدرهم] (٨)، وهذه ناقة وفصيلها راتعان»؛ لأنّ الضمير في هذه عائدة على نكرة، فيمكن أن يلحظ فيه التنكير بالنسبة إلى ما عاد عليه من النكرة، وإن كان الأكثر أن يلحظ فيه التعريف، ألا ترى إلى جعل سيبويه [قول الشاعر] (٩):

١٩٠٩ - أظبي كان أمّك أم حمارا (١٠)

-


(١) سورة القصص: ٥٨.
(٢) سورة الطور: ٤٩.
(٣) شرح التسهيل (٢/ ٣٨٩).
(٤) انظر ذلك في: التذييل والتكميل (٤/ ٩٨) وما بعدها.
(٥) انظر التذييل والتكميل (٣/ ١٠٠).
(٦) في التذييل: «وليس من مواضع انفصال الإضافة».
(٧) إضافة لحاجة السياق من التذييل.
(٨)،
(٩) إضافة من التذييل.
(١٠) شطر بيت من بحر الوافر لخداش بن زهير (جاهلي) وهو عجز وصدره:
فإنك لا تبالي بعد حول
والشاعر يصف تغير الزمان وأن الإنسان إذا استغنى بنفسه فلا يهمه أن ينتسب لأي أحد وضيع أم شريف. -

<<  <  ج: ص:  >  >>