للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كقراءة بعض القراء: والله يريد الآخرة، (١)، أي: عرض الآخرة، فحذف المضاف، وأبقى عمله وحكى الكسائيّ أن من العرب من يضيف العشرين وأخواته إلى المفسّر منكرا أو معرّفا، وإلى ذلك أشار المصنف بقوله: وربّما قيل: عشرو درهم، وأربعو ثوبه (٢) ومنهم [٣/ ٦٣] من ينصب مفسّر الثلاثة وأخواتها على التمييز، فيقول: لي خمسة أثوابا (٣)، وهو نظير قول الربيع:

١٩٢٥ - إذا عاش الفتى مائتين عاما

ونظيره: «ونحن ما بين الستّ مائة» بالنصب.

هذا ما ذكره المصنف (٤). ثم إنّنا نشير إلى أمور.

منها: أن تسأل عن الموجب لإفراد المائة المفسرة للعدد، من ثلاثة إلى تسعة ما هو؟ فأما بعضهم فإنه علّل ذلك بأنّ المائة جمع في المعنى، ولا يخفى أنّ هذا التعليل غير متّجه، لانتقاضه بالألف، فإنّه جمع في المعنى ومع هذا لا يفسّر به إلا وهو جمع، وقد ذكر الفارسيّ كلاما حسنا فقال: «والأصل فيما يبين العدد الإفراد؛ لأنّ المعدود قد علم قدره، وإنّما يحتاج إلى بيان جنسه، والواحد كاف في ذلك، ولفظه أخفّ من لفظ الجمع» (٥). -


(١) سورة الأنفال: ٦٧.
قال ابن جني في المحتسب (١/ ٢٨١): «ومن ذلك قراءة ابن جماز - سليمان بن جماز المدني -:
والله يريد الآخرة يحملها على «عرض الآخرة» ثم قال: وجه جواز ذلك - على عزته، وقلة نظيره - أنه لما قال: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا فجرى ذكر العرض، صار كأنه عرضه ثانيا فقال:
«عرض الآخرة» ولا ينكر نحو ذلك، ألا ترى إلى بيت الكتاب:
أكل امرئ تحسبين امرأ ... ونار توقد بالليل نارا
وينظر ذلك أيضا في: البحر المحيط (٤/ ٥١٨)، والكشاف للزمخشري (٢/ ١٦٨).
(٢) ينظر: شرح المصنف (٢/ ٣٩٥)، والمساعد لابن عقيل (٢/ ٧٠)، والتذييل والتكميل (٤/ ١٦٨)، حيث قال الشيخ أبو حيان: «وفي قوله: (وربما) إشارة إلى تقليل ذلك، وأنه جائز على قلة، فأما «عشرو درهم» فهو عند أصحابنا شاذ، لا تبنى على مثله قاعدة، وينظر أيضا: المقرب لابن عصفور، حيث قال - (١/ ٣٠٥) -: «وأما ما حكاه الكسائي من قولهم: أخذته بمائة وعشري درهم، فشاذ لا يلتفت إليه». اه.
(٣) في الأصل (أثواب) والصحيح ما أثبته.
(٤) ينظر: شرح المصنف (٢/ ٣٩٥).
(٥) عبارة الفارسي - في الشيرازيات -: «... الأصل في الأسماء التي تبين العدد أن تكون مفردة، -

<<  <  ج: ص:  >  >>