للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

المضاف ولذلك لا يجتمعان، لا تقول: على كم من جذع بيتك مبنيّ؟

قال سيبويه: وسألته - يعني الخليل - عن قولهم: على كم جذع بيتك مبنيّ؟

فقال: القياس النصب وهو قول عامة النّاس، وأما الذين جرّوا فإنهم أرادوا معنى (من) ولكنّهم حذفوها تخفيفا وصارت (على) عوضا منها. انتهى (١).

[المذهب الثاني]: وجواز خفضه مطلقا، سواء أدخل على (كم) حرف جرّ أم لم يدخل. قال الشيخ: وهو مذهب الفراء والزجاج وابن السراج وجماعة (٢) قال: وحمل عليه أكثرهم:

١٩٦٩ - كم عمّة لك يا جرير وخالة (٣)

والمذهب الثالث: منع الجرّ مطلقا، فلا يحمل مميز الاستفهامية على مميّز الخبريّة أصلا.

ومنها: أنك قد عرفت أنّ مميز (كم) الخبرية قد ينصب دون فصل بينها وبينه (٤) فاعلم أنّ القول بجواز نصب مميزها على الإطلاق كالقول بجواز جرّ مميز الاستفهامية على الإطلاق والذي يقتضيه النظر أن يقال: إنّما يجوز نصب مميز الخبرية، حيث تدلّ على أن المراد الإخبار، لا الاستفهام، وكذا لا يجوز جرّ مميز الاستفهامية، دون أن يدخل عليها حرف جرّ، إلا إذا دلت القرائن على أنّ المراد هو الاستفهام؛ إذ لو لم يقل بذلك التبس الحال، فلا يعلم المراد أهو إخبار، أم استفهام وذكروا أنّه إذا انتصب مميز الخبرية بفصل، أو بلا فصل جاز أن يكون مفردا أو جمعا كما كان حال خفضه، ولأنّ السيرافي نصّ على جواز الجمع في هذه اللغة، وأنّ في كتاب سيبويه ما يدلّ على ذلك وأنه ظاهر كلام المبرّد وأنّ ابن هشام تبعه (٥). -


(١) ينظر: الكتاب (٢/ ١٦٠).
(٢) ينظر: التذييل والتكميل (٤/ ٣٥١، ٣٥٢).
(٣) سبق تحقيق هذا الشاهد.
والشاهد فيه هنا: جواز خفض مميز (كم) الخبرية (عمة) مع أنه لم يدخل عليه حرف جر.
(٤) ينظر: التذييل والتكميل (٤/ ٣٤٩، ٣٥٢).
(٥) ينظر: المساعد لابن عقيل (٢/ ١١١)، والمقتضب للمبرد (٣/ ٥٩، ٦٠) وفي التذييل والتكميل (٤/ ٣٦٩). -

<<  <  ج: ص:  >  >>