للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الخامسة:

قال: لا تستعمل (كم) - يعني الخبرية - و (ربّ) إلّا في الماضي، والمستقبل المتحقّق الوقوع، تقول: كم غلام لقيته، وربّ عالم لقيته، ولا تقول: كم غلام ألقاه، ولا: ربّ غلام سألقاه، وقال تعالى: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (١) فـ «يودّ» مستقبل متحقّق الوقوع، ثابت، كما أنّ الماضي كذلك، قال الشاعر:

١٩٧٤ - فإن أهلك فربّ فتى سيبكي ... عليّ مهذّب رخص البنان (٢)

ولو وقعت (كم) هنا - فقيل: كم فتى سيبكي - لساغ ذلك (٣). اه.

السادسة:

قال: قول القائل - ويعزى إلى الحجّاج بن يوسف (٤) -: كم ترى الحروريّة رجلا (٥) - يحتمل أن تكون (كم) فيه استفهامية، أو خبرية، وكلاهما لأبي علي، وتروى مبنية للمفعول، فإنّ أعملت فالضمير المستكنّ فيها هو المفعول الأول، -


(١) سورة الحجر: ٢.
(٢) البيت من الوافر، وقائله: جحدر بن مالك من بني حنيفة من اليمامة، وكان لصّا مبرزا فتاكا شجاعا، وتنظر ترجمته في الخزانة (٧/ ٤٦٣) تحقيق الأستاذ/ عبد السّلام هارون.
وروي (مخضب) بدل (مهذب) ينظر: التذييل والتكميل (٤/ ٣٩٣)، رخص: ناعم، البنان:
طرف الإصبع.
والشاهد: في قوله: «فرب فتى سيبكي»؛ حيث جاز وقوع الفعل الدال على المستقبل بعد (رب) ولو وقعت (كم) بدل (رب) لساغ ذلك.
ينظر الشاهد أيضا في: أمالي القالي (١/ ٢٨٢)، والتوطئة للشلوبين (ص ٢٢٨)، والبحر المحيط (٥/ ٤٤٤)، وشواهد التوضيح لابن مالك (ص ١٠٦).
(٣) ينظر: التذييل والتكميل (٤/ ٣٩٣).
(٤) هو الحجاج بن يوسف الثقفي المشهور، وهو أبو محمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل ابن مسعود، ينتهي نسبه إلى بني عوف بن ثقيف، وقد أمر بقتل ابن الزبير رضي الله عنه وقد صلبه بمكة سنة (١٣ هـ) فولاه عبد الملك بن مروان الحجاز ثلاث سنين، ثم ولاه العراق فوليها عشرين سنة، وقد ظلم أهلها، توفي بواسط، ودفن بها، وقد عفى قبره، وكان موته سنة (٩٥ هـ).
تنظر ترجمته في: جمهرة الأنساب (ص ٢٦٧)، ووفيات الأعيان (٢/ ٢٩، ٥٤)، ترجمة (١٤٩).
(٥) في المقتصد في شرح الإيضاح قول أبي علي الفارسي: «وتقول: كم ترى الحرورية رجلا، إذا أعملت (ترى) كأنك قلت: أعشرين رجلا
ترى الحرورية؟ وإن شئت ألغيت فقلت: كم ترى الحرورية رجلا». اه.

<<  <  ج: ص:  >  >>