كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد

الباب الثاني والثلاثون باب نعم وبئس - [أنواع فاعل «نعم» و «بئس»] - ج: 5 - ص: 2535

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وإلى ما في (ابن) أشرت بقولي: أو بواسطة، ومثال الرّافع قوله تعالى: بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (١)، وقول الشاعر:

١٩٩٨ - لنعم موئلا المولى إذا حذرت ... بأساء ذي البغي واستيلاء ذي الإحن (٢)

و (ما) في نحو: «ما صنعت» عند سيبويه والكسائيّ فاعل بمنزلة ذي الألف واللّام وهي معرفة تامة (٣) أي غير مفتقرة إلى صلة، وإلى ذا أشرت بقولي: وقد يقوم مقام ذي الألف واللّام (ما) معرفة تامة وهي عند الفرّاء وأبي علي الفارسيّ فاعلة موصولة مكتفى بها، وبصلتها عن المخصوص (٤)، وأجاز الفراء أن يركب (نعم) مع (ما) تركيب (حبّ) مع (ذا) كقول العرب: «بئسما تزويج، ولا مهر» (٥) -

---

- المغيرة وأمه عاتكة المذكورة غير حال، وزهير مخصوص بالمدح، حسام: سيف قاطع، وحسام، ومفرد، خبران لمبتدأ محذوف، أي هو حسام مفرد، وحمائل: علّاقة السيف.
والشاهد فيه: «فنعم ابن أخت القوم»؛ فقد جاء فاعل (نعم) اسما مضافا إلى اسم مضاف إلى مقترن بـ (أل).
ينظر الشاهد في ديوان أبي طالب (ورقة ٣) مخطوط بدار الكتب برقم (٣٨ ش)، وشرح ابن الناظم (١٨٢)، والأشموني (٣/ ٢٨) والهمع (٢/ ٨٥)، والتصريح (٢/ ٩٥)، والدرر (٢/ ١٠٩).
(١) سورة الكهف: ٥٠.
(٢) البيت من البسيط ولم ينسب لقائل معين.
اللغة: اللام - في (لنعم) - للتوكيد، موئلا: ملجأ، المولى: مخصوص بالمدح، حذرت: خيفت، والبأساء: الشدة، والبغي: الظلم، الإحن: بكسر الهمزة وفتح الحاء جمع (إحنة) بكسر الهمزة وسكون الحاء وهي الحقد.
الشاهد في البيت: «لنعم موئلا المولى»؛ حيث إن فاعل (نعم) فيه ضمير مستتر مفسر بالتمييز وهو قوله: «موئلا» والتقدير: لنعم الموئل موئلا المولى ..
ينظر الشاهد في شرح ابن الناظم على الألفية (ص ١٨٢)، ومنهج السالك لأبي حيان (ص ٣٨٩)، والأشموني (٣/ ٣٢)، والمقاصد النحوية (٤/ ٦).
(٣) أي: اسم تام مكنى به عن اسم معرف بـ (أل) الجنسية. يراجع رأي سيبويه في الكتاب (١/ ٧٣) والتذييل والتكميل (٤/ ٤٧٣)، ومنهج السالك (ص ٣٩٥)، والأشموني (٣/ ٣٦)، ويراجع رأي الكسائي في: التذييل والتكميل (٤/ ٤٧٣)، وتوضيح المقاصد والمسالك للمرادي أيضا (٣/ ٩٧)، والأشموني (٣/ ٣٦).
(٤) لمراجعة رأي الفراء ينظر: معاني القرآن للفراء (١/ ٥٧)، والتذييل والتكميل (٤/ ٤٧٣) رسالة، وشرح التسهيل للمرادي (١٨٣ / أ)، وشرح الأشموني (٣/ ٣٦). ولمراجعة رأي الفارسي ينظر:
الشيرازيات (٢/ ٥٥٠) رسالة، وتوضيح المقاصد للمرادي (٣/ ٩٧)، والأشموني (٣/ ٣٦).
(٥) في معاني القرآن للفراء (١/ ٥٧، ٥٨): «فإذا جعلت (نعم) صلة لـ (ما) كانت بمنزلة قولك: -