للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

انتهى كلام المصنف، رحمه الله تعالى (١)، وتضمّن الإشارة إلى أمور أربعة وهي: أنّ المخصوص بالمدح أو الذمّ لا بدّ من ذكره، إما قبل فعلي المدح والذّم، وإمّا بعد فاعلي الفعلين المذكورين، إلّا أن يدلّ عليه دليل، في كلام سابق، على الكلام المتضمّن للمدح، أو الذّم، فيجوز ألّا يذكر حينئذ، وأنّ من حقّه أن يختصّ، ويصلح للإخبار به عن الفاعل بالطريق الذي ذكره، وأنّه قد يحذف فتخلفه صفته، أو المتعلق بها، وأنّه إذا كان مؤنثا جاز إلحاق الفعل أعني (نعم) أو (بئس) تاء التأنيث، مع كون الفاعل مذكّرا. إذا عرف هذا فلنذكر أبحاثا:

الأول:

أنّ المراد بقوله: ويدلّ على المخصوص أنّ الدلالة عليه تستفاد من كلام سابق على جملتي المدح، والذمّ، بأن يكون مذكورا في ذلك الكلام المتقدم، كقوله تعالى:

وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (٢) التقدير: فنعم الماهدون نحن، وكقوله تعالى: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (٣) أي: نحن، وقوله تعالى: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ (٤) أي: أيّوب، أمّا إذا ذكر متقدّما منضمّا إلى إحدى الجملتين، نحو:

زيد نعم الرجل فهو المخصوص نفسه، ولكنه قدم ولا يحتاج - على هذا - أن تقدّر بعد الفاعل شيئا محذوفا، يكون هو المخصوص؛ لأنّه قد ذكر متقدما، لكن قد يقتضي قول المصنف المتقدم نقله عنه: وإن ذكر - يعني المخصوص - وقدم والجملة واحدة؛ أنّه - مع ذكره متقدّما - قد لا يجعل هو المخصوص، حيث لا تكون الجملة واحدة، وذلك بأن يكون الكلام جملتين إحداهما الملفوظ بها، والأخرى مقدرة، فتكون تلك المقدرة هي المشتملة على المخصوص، وحينئذ فيقدّر المخصوص مؤخّرا، -


- اللغة: شهلة: النّصف العاقلة، خاص بالنساء، فضل: في القاموس مادة «فضل»: وامرأة فضل متفضلة في ثوب واحد. اه. البهكنة: المرأة الغضة النعمة، شنباء - من الشنب محركة -: رقة وبرد وعذوبة في الأسنان، عطبول: المرأة الفتية الجميلة الممتلئة والطويلة العنق. اه.
والشاهد في البيت: قوله: «نعمت كساء الضجيع شهلة»؛ حيث أنّث (نعم) فألحقه التاء مع تذكير فاعلها (كساء الضجيع)؛ لأنه مؤنث المعنى.
ينظر الشاهد في: التذييل والتكميل (٤/ ٥٤٩)، ومنهج السالك (ص ٤٠٠).
(١) شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٠).
(٢) سورة الذاريات: ٤٨.
(٣) سورة المرسلات: ٢٣.
(٤) سورة ص: ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>