للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والباء الجارّة ما بعد «أفعل» لا تحذف، إلّا إذا كان مصحوبها «أن» والفعل كقول الشاعر:

٢٠٦٩ - وقال نبيّ المسلمين تقدّموا ... وأحبب إلينا أن تكون المقدّما (١)

ولو اضطرّ شاعر إلى حذف الباء المصاحبة غير أن بعد «أفعل»، لزمه أن يرفع، وعلى مذهب الفراء يلزم النصب (٢)، ولا حجة له في قول الشاعر:

٢٠٧٠ - ألا طرقت رجال القوم ليلى ... فأبعد دار مرتحل مزارا (٣)

لإمكان جعل «أبعد» دعاء، على معنى: أبعد الله دار مرتحل عن مزار محبوبته، كأنّه يحرّض نفسه على الإقامة في منزل طروق ليلى، لأنه صار طروقها مزارا (٤)، ولا حجة له في قول الآخر: -


-
سميّة ودع ...
اللغة: عميرة: اسم امرأة، تصغير عمرة، وفي ديوان سحيم: قال أبو عبيدة: كانت حبيبته التي شغف بها تسمى: غالية، وهي من أشراف تميم بن مر، ولم يتجاسر على ذكر اسمها، ودّع: اترك التودد إليها.
والشاهد في البيت قوله:
«كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا»؛
حيث أتى الشاعر بفاعل «كفى» الشيب وما عطف عليه غير مجرور بالباء الزائدة، وهذا دليل على جواز حذف هذه الباء.
ينظر هذا الشاهد في: ديوان سحيم (ص ١٦)، والتذييل والتكميل (٤/ ٦١١)، والإنصاف (١/ ١١٠)، وقطر الندى (٣٢٣)، وشواهد المغني
للسيوطي (٣٢٥)، والأشموني (٣/ ١٩).
(١) البيت من الطويل، وقائله: العباس بن مرداس الصحابي، في غزوة حنين.
والشاهد في البيت قوله:
«وأحبب إلينا أن تكون المقدما»
فقد استشهد به على جواز حذف الباء التي تجر المتعجب منه بعد «أنّ، وأن» المصدرتين؛ وذلك لاطراد حذف الجار منهما.
وينظر الشاهد في: ديوان العباس بن مرداس (ص ١٠٢)، وشرح المصنف (٣/ ٣٥)، والمساعد لابن عقيل (٢/ ١٥٠)، والدرر (٢/ ١٢١)، الأشموني (٣/ ١٩).
(٢) ينظر: منهج السالك (٣٧٢)، والتذييل والتكميل (٤/ ٦٢١).
(٣) لم يعرف قائله، وهو من بحر الوافر.
وروي: «الحي» بدل «القوم».
الشاهد فيه: «فأبعد دار مرتحل» حيث نصب الاسم بعد «أفعل» لما حذفت الباء وهذا دليل على أن المجرور بعد أفعل في موضع نصب على المفعولية.
وهو من شواهد المصنف (٣/ ٣٥)، والتذييل والتكميل (٤/ ٦٢١)، ومنهج السالك (٣٧٢)، وشرح التسهيل للمرادي (١٨٩ / ب)، وتعليق الفرائد (٢/ ٤٣٥)، والدرر (٢/ ١٢٠)، والمساعد (٢/ ١٥٠)، والهمع (٢/ ٩١).
(٤) ينظر: التذييل والتكميل (٤/ ٦٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>