للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٢١٧٤ - أتاني أنّهم مزقون عرضي ... جحاش الكرملين لها فديد (١)

فأعمل «مزقا» وهو «فعل» عدل به للمبالغة عن «مازق».

ووافق الجرمي سيبويه في إعمال «فعل» وقال: إنّه على وزن الفعل، فجاز أن يجرى مجراه، وحقّ لـ «فعل» أن يكثر استعماله؛ لأنه مقصور «فاعل» (٢)، ومنه قول الشاعر:

٢١٧٥ - أصبح قلبي صردا ... لا يشتهي أن يردا

إلّا عوارا عردا ... أو صليانا بردا (٣)

أراد: عاردا، وباردا.

وكثر ذلك في المضاعف، كقولهم: برّ، وشرّ، بمعنى: بارّ، وشارّ (٤)، -


(١) هذا البيت من الوافر وقائله زيد الخيل بن مهلهل من طيئ جاهلي ثم وفد على النبي صلّى الله عليه وسلّم في وفد طيئ، وأسلم وسماه النبي عليه السّلام زيد الخيل، قيل: مات في نهاية خلافة سيدنا عمر.
تنظر ترجمته في الشعر والشعراء (١/ ٢٩٢)، والخزانة (٥/ ٣٧٩).
اللغة: الكرملين - بكسر الكاف -: اسم ماء في جبل طيئ، والفديد: الصوت.
والمعنى: بلغني أنّ هؤلاء مزقوا عرضي وهم عندي كجحاش هذا الموضع التي تصيح.
والشاهد فيه: إعمال «مزقون» فنصب المفعول به «عرضي».
ينظر الشاهد في: التذييل والتكميل (٢/ ٢٩٢)، والهمع (٢/ ٩٧)، والدرر (٢/ ١٣).
(٢) موافقة الجرمي لسيبويه في إعمال «فعل» منقولة عن شرح المصنف (٣/ ٨٢)، وينظر أيضا: التذييل والتكميل (٤/ ٧٩٦)، لكن عبارة الشارح «لكنه مقصور على فاعل» فزاد الناسخ كلمة «على» وزيادتها سهو.
(٣) هذان البيتان من مجزوء الرجز، وهو من شعر الضب فيما زعم العرب حين يقال له: وردا يا ضب؛ لأن الضب لا يشرب ماء أبدا، وهذا واضح أنه من كلامهم الذي يضعونه على ألسنة البهائم، ويراجع في ذلك: إصلاح المنطق لابن الكميت (ص ٣٩٤).
اللغة: صرد: بكسر الراء يصرد صردا: يجد البرد سريعا، عوار: نبت، وعرد: ملتف. والصليان:
نبت في البادية وفي الصحاح: (بردا: أي ذو برودة) اهـ، وقيل: بردا تصحيف من القدماء فتبعهم فيه الخلف ويروى «زردا» وهو السريع الازدراد أي: الابتلاع.
والشاهد في قوله: «عردا وبردا»؛ لأنهما على وزن «فعل» وقد أراد: عاردا وباردا.
ينظر الشاهد في: المحتسب (١/ ١٧١)، (٢/ ٥، ٨٢، ٢٥٧)، والخصائص (٢/ ٣٦٥).
(٤) في الأصل: «وشر وشار» بالشين المعجمة وذلك تصحيف، والصواب أنهما بالسين المهملة، ينظر: شرح المصنف (٣/ ٨٢)، والتذييل والتكميل (٤/ ٨٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>